نفى قيادي بارز في حركة "حماس" وجود أي اتصالات بين قادة الحركة وأي أطراف سعودية أو فرنسية، بشأن خطة مزعومة لنزع سلاح المقاومة في قطاع غزة وتحويل الحركة إلى كيان سياسي بحت، مؤكداً أن "ملف سلاح المقاومة مغلق تماماً باتفاق الفصائل المسلحة في القطاع، وليس موقف حماس وحدها". "لا حديث عن سلاح المقاومة" وفي تصريحات صحفية قال القيادي، الذي تحدث من القاهرة وطلب عدم الكشف عن هويته، إن "كل ما يُطرح بشأن نزع سلاح غزة هو محاولات التفاف على الحق الفلسطيني المشروع في المقاومة، وخدمة مجانية لحكومة بنيامين نتنياهو، التي تعاني عزلة وضغوطاً دولية متزايدة". وأضاف: "بدلاً من الضغط على الاحتلال لوقف العدوان وإدخال المساعدات، نسمع عن مساعٍ تهدف لإخضاع المقاومة. هذه المحاولات لن تنجح. ما فشل فيه نتنياهو في الميدان لن يناله على الطاولة". حماس: لا نتمسك بإدارة غزة وكشف المصدر أن حماس أبلغت الوسطاء المصريين بموقف واضح بعدم تمسكها بإدارة غزة في حال كان ذلك يعيق جهود إعادة الإعمار أو التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن الحركة قدمت بوادر حسن نية عدة، بينها الإفراج عن الجندي الأميركي-الإسرائيلي عيدان ألكسندر، وإعلان استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة. لكن القيادي أوضح أن "رد الاحتلال على هذه البوادر كان المزيد من التصعيد واستهداف مواقع احتجاز الأسرى، ما يطرح تساؤلات حول نوايا نتنياهو الحقيقية"، مضيفاً أن بعض الأسرى في وضع صحي صعب، وربما لا يرغب الاحتلال في عودتهم أحياء حتى لا يكشفوا ما تعرضوا له. تقارير عن خطة سعودية فرنسية وكانت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية قد نقلت قبل أيام عن مصادر مطلعة أن السعودية وفرنسا تعملان على مبادرة مشتركة تهدف إلى نزع سلاح حماس، ودمجها كقوة سياسية ضمن هيكل الحكم الفلسطيني المستقبلي. وأشارت الوكالة إلى أن مسؤولين سعوديين أجروا اتصالات مباشرة مع الحركة، في حين لم تؤكد حدوث تواصل فرنسي مماثل. لكن القيادي الحمساوي نفى هذه الرواية جملة وتفصيلاً، مؤكداً "عدم وجود أي اتصالات مع مسؤولين سعوديين أو فرنسيين بهذا الشأن". حمدان : السعودية تستكشف دوراً جديداً ويعلق القيادي في حماس الدكتور أسامة حمدان، على هذه التطورات قائلاً: "ما يجري الآن من حديث عن مبادرات نزع سلاح المقاومة هو جزء من مشروع سياسي أوسع تحاول فيه بعض الأطراف الإقليمية والدولية إعادة تشكيل المشهد الفلسطيني، بما يضمن أمن إسرائيل ويضعف أي نفوذ مسلح في غزة". وأضاف حمدان: "السعودية تستكشف منذ فترة إمكانيات لعب دور في ما يُسمى (اليوم التالي لغزة)، لكنها تواجه عوائق كبيرة؛ أولها موقف المقاومة الرافض تماماً لأي طرح لنزع السلاح خارج سياق حل جذري للقضية الفلسطينية". وأشار إلى أن "الرهان على ضغوط سياسية أو مساعدات اقتصادية مقابل نزع السلاح أثبت فشله تاريخياً. فالمقاومة اليوم ليست مجرد قرار تنظيمي، بل هي عقيدة مترسخة في وعي الشعب الفلسطيني بعد سنوات طويلة من الحصار والعدوان". وحذّر حمدان من أن "إغفال المطلب الأساسي بوقف العدوان ورفع الحصار، والضغط بدلاً من ذلك على الفصائل الفلسطينية، سيعني تأجيج الوضع بدل تهدئته، وقد يؤدي إلى موجة عنف جديدة أكثر شدة".