الموجة الرابعة تهاجم المصريين و”دلتا” يستهدف الأطفال وحكومة الانقلاب ترفض تأجيل الدراسة

- ‎فيأخبار

 

رغم تحذيرات الأطباء ومنظمة الصحة العالمية من انتشار متحور دلتا بشكل سريع في مصر وأن هذه السلالة الجديدة من فيروس كورونا المستجد أكثر انتشار بين الأطفال والأعمار الصغيرة إضافة إلى خطورتها على كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، إلا أن حكومة الانقلاب رفضت تأجيل الدراسة التي من المقرر أن تبدأ يوم 9 أكتوبر المقبل وزعمت أنها اتخذت كل الإجراءات الوقائية والاحترازية لحماية تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات وفق تعبيرها.

يشار إلى أن حالة من الخوف والقلق بين أولياء الأمور، بسبب انتشار الفيروس التاجي ومتحوراته التي لا تنتهي مع اقتراب فصل الشتاء، والتي بدأت بالمتحور البريطاني ثم البرازيلي حتى بات متحور دلتا الأسرع انتشارا والأشد شراسة، بحسب تصريحات الصحة العالمية.

كانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت من خطورة متحور دلتا وأعربت عن تخوفها من تفاقم أزمة انتشار الفيروس مع اقتراب فصل الشتاء، والذي يساعد على زيادة انتشار الفيروس.

وطالبت الصحة العالمية عبر موقعها الرسمي دول العالم الالتزام بالإجراءات الاحترازية واتباع قواعد التباعد الاجتماعي، كما دعت إلى التوزيع العادل للقاحات كورونا بين دول العالم.

 

تستهدف الأطفال

من جانبه توقع الدكتور إسلام عنان أستاذ علم انتشار الأوبئة واقتصاديات الصحة أن "تكون إصابات الموجة الرابعة أعلى من الموجتين الثانية والثالثة، نظرا لقوة انتشار متحور دلتا، لافتا إلى أنه من الممكن ظهور متحورات جديدة أيضا، وستكون ذروة الموجة الرابعة خلال شهر أكتوبر المقبل".

وقال عنان في تصريحات صحفية "طبقا للإحصاءات، ارتفعت نسب الوفيات عالميا هذا الأسبوع 1%، في الأمريكتين 4% وفي أوروبا 9%، أما في شرق المتوسط وغرب الباسيفيك 16%، ولكن المعدل العالمي قل بنسبة 2% نظرا لانخفاض الوفيات في آسيا 20% وإفريقيا 3%. مشيرا إلى أن الوفيات من كورونا في الموجة الرابعة ستكون موجودة في الفئات غير المُطعّمة بنسبة تقارب 100%، أما نسبة الوفيات ضمن الملقحين فتقارب الصفر حتى في ظل وجود متحور دلتا، لأن اللقاح يقي من خطورة أعراض كورونا".

وأشار إلى أن "الموجة الرابعة تستهدف الأطفال بشكل أكبر من البالغين، حيث سجلت أمريكا ارتفاعا 9% في الأطفال المصابين، ليصبح العدد المصاب في ثالث أسبوع من أغسطس 204 آلاف، ومن ضمن الأطفال تقريبا 1% فقط من احتاج مستشفى، ونسبة الوفيات ضمن الأطفال 0.03%، وفقا لإحصائيات الأكاديمية الأمريكية للأطفال". 

وأوضح عنان أن "أعراض فيروس كورونا تختلف من سلالة لأخرى، لكن لا يوجد ما يشير أن سلالات كورونا الجديدة تسبب أي أعراض مختلفة عن المتعارف عليها".

 

متحور خطير

حول خطورة متحور دلتا كشف الدكتور محيي الدين سليمان وكيل مستشفى حميات العباسية أن "حالات الإصابة بفيروس كورونا تواصل الارتفاع حاليا محذرا المصريين من تجاهل الإجراءات الوقائية والاحترازية"  .

وقال سليمان إن "أعراض سلالة دلتا المتحورة القاتلة تتشابه مع أعراض فيروس كورونا الأصلي مثل ارتفاع درجة حرارة الجسم والالتهاب الرئوي وتكسير الجسم والكحة والإسهال واحمرار العين، موضحا أن الأطباء يفرقون بين عدوى كورونا وعدوى سلالة دلتا بواسطة الأشعة والتحاليل والمسحة، لأن الأشعة وحدها لا تجزم بنوع العدوى المصاب بها المريض وما إذا كانت عدوى كورونا أو عدوى سلالة دلتا المتحورة ويستلزم الأمر إجراء تحاليل ومسحة للفيروس".

وأوصى كل من يصاب بنزلة برد بأن يعزل نفسه عن الآخرين لمدة 15 يوما لاسيما ونحن مقبلون على فصل الشتاء الذي ترتفع فيه الإصابات بدور الأنفلونزا الذي تتشابه أعراضه مع أعراض فيروس كورونا من صداع والتهاب في الحلق ورشح وتكسير في الجسم لذلك

وبالنسبة للأطفال وتلاميذ المدارس قال سليمان إن "التطعيم بلقاح كورونا يقلل من الإصابة بالفيروس والتخفيف من حدته إذا وقعت الإصابة فالتطعيم يحمي من الحاجة إلى تنفس صناعي ودخول العناية المركزة مشيرا إلى أن الأطفال لا يمكنهم تناول التطعيم الذي يبدأ من سن 18 عاما وبالتالي يجب حمايتهم من خلال عدم تواجدهم في أماكن الزحام و التكدسات مع ارتدائهم للكمامة أثناء الخروج من المنزل، والحرص على نظافتهم الشخصية بعدم ملامستهم للأسطح الملوثة وغسل أيديهم بالماء والصابون لإبقائها نظيفة".

 

طفرات عنيفة

وحذر الدكتور أيمن ثروت مدير وحدة الرعاية بمستشفى العزل بالعبور من أن "فيروس كورونا يشهد طفرات أشد عنفا من الطفرات السابقة، موضحا أن متحور «مو الجديد» لفيروس كورونا لن يكون الأخير، وربما تشهد الأشهر القليلة المقبلة وجود متحورات جديدة للفيروس".

وقال ثروت في تصريحات صحفية إن "أعراض متحور مو تتثمل في المقاومة ضد اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، ويعد من أشد المتحورات فتكا، مع وجود بعض المضاعفات التي تؤثر سلبا على صحة المصابين".

وأوضح أن "متحور دلتا بلس لا يختلف كثيرا عن متحور مو، فكلاهما يوصفان بأنهما متحورات عائلية تصيب أعدادا وليس أفرادا فقط، ويشهد العالم الآن ارتفاعا في عدد الإصابات بسبب المتحورات الجديدة لفيروس كورونا، وتوقع ثروت تزايد أعداد الاصابات خلال الفترة القادمة في مصر، موضحا أن أعراض دلتا بلس تتمثل في «احتقان في الحلق وارتفاع في درجات الحرارة وألم في المفاصل ووجود صداع مزمن في بعض الحالات بالإضافة إلى وجود قرح أو مرارة بالفم».

وأضاف أن "تحورات وطفرات فيروس كورونا أمر عادي وسنشهد المزيد من الطفرات ما دام الفيروس منتشرا، لكن الأهم هو كيفية الوقاية والحفاظ على صحة الأشخاص، مشيرا أن الفيروس يتغير جذريا وتتغير المضاعفات المصاحبة له، فهو عبارة عن كائن يتلون وفقا للظروف والمضادات المستخدمة ضده".

وأشار إلى أن "كورونا والمتحورات التي ظهرت جميعها تتشابه في الأعراض المبدئية للإصابة ولكن مع اختلاف الإصابة بالمضاعفات مع كل متحور، لافتا إلى أن الأعراض العادية التي تكون مصاحبة عند الإصابة بفيروس كورونا هي «الحمى والسعال والإرهاق  والتهاب الحلق وفقدان حاسة الشم والتذوق وطفح جلدي وصداع ووجع في عضلات الجسم وحكة».

وناشد «ثروت» المواطنين بضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية التي تساعد على تجنب الإصابة بفيروس كورونا، بالإضافة لأخذ اللقاح لتقليل الأعراض المصاحبة لفيروس كورونا، مؤكدا أن اللقاحات لا تمنع من الإصابة بفيروس كورونا ولكن تقلل الأعراض المصاحبة لـ«كوفيد19».

 

كثافة الفصول

وقال الدكتور وليد فيصل أستاذ المناعة والميكروبيولوجي، ووكيل كلية الصيدلة بجامعة الجلالة إنه "يمكن للإنسان أن يرفع من مناعته ويتصدى لفيروس كورونا من خلال بعض الإجراءات التي تتمثل في أخذ جرعات التطعيم في موعدها، والالتزام بالإجراءات الاحترازية معتبرا أن رفع المناعة من أهم الوسائل التي تمكن الفرد من التصدي للفيروس التاجي".

وأوضح فيصل في تصريحات صحفية أنه "يمكن الحفاظ على المناعة من خلال شرب الكثير من السوائل الدافئة، والتقليل من السكريات والدهون خاصة المشبعة منها، كما أن الامتناع عن التدخين والتعرض لأشعة الشمس وممارسة رياضة يسهم في رفع مناعة الجسم".

وأشار إلى أن "الأطفال يمكنهم العمل بهذه النصائح لكن ستبقى مشكلة الزحام وكثافة الفصول في المدارس بدون حل لأنها قد تؤدي إلى انتشار العدوى".

 

مناعة الجسم

وأكدت الدكتورة شيري أنسي نجيب استشاري التغذية العلاجية وعضو الجمعية الأوروبية للتغذية الإكلينيكية ESPEN والجمعية الأمريكية للسمنة TOS أن "هناك عادات ترفع من مناعة الجسم ضد فيروس كورونا، منها الانتظام في مواعيد النوم ويفضل أن تتراوح ساعات النوم من 6 إلى 8 ساعات، مع الإكثار من شرب السوائل التي ترفع المناعة مثل الينسون والزنجبيل والزعتر المغلي، والكرفس المغلي".

وشددت د. شيري في تصريحات صحفية على ضرورة التركيز على الأكلات الغنية بفيتامين سي مثل الموالح كالجوافة والفراولة والفلفل والبروكلي والمأكولات البحرية والمكسرات التي ترفع من قدرة جهاز المناعة مع الجمع بين نوعين من البروتين في الوجبة الواحدة".