“أحمد حمدي 2”.. كيف خدع السيسي المصريين باحتفال مشروع سحارات سرابيوم الصهيوني؟

- ‎فيتقارير

نفق "أحمد حمدى 2" ما هو إلا واجهة للمشروع الحقيقي الذي يجري تنفيذه على قدم وساق متوازيًا مع إتمام سد النهضة الإثيوبي، وفي حقيقة الأمر فإن احتفال جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسى بالأمس، لم يكن من أجل نفق لا يقدم ولا يؤخر فيما يجري في سيناء من قمع وقتل وتهجير، إنما كان من أجل إتمام مرحلة متقدمة من سحارات سرابيوم لإيصال مياه النيل إلى كيان العدو الصهيوني.

وزعم الفريق أسامة منير ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، أن افتتاح مشروعات جديدة فى منطقة القناة يأتي فى إطار المرحلة الجديدة فى طريق التنمية والتطوير!. وعلى طريقة الحفر على الناشف، قال إن معدلات العمل على مشروع نفق الشهيد "أحمد حمدى 2" تمت في وقت قياسى غير مسبوق.

وأضاف أمام السفيه السيسى، أن هذا النفق يعيد ذكريات افتتاح قناة السويس الجديدة، وهو الفنكوش الذي كبّد خزائن مصر مليارات الدولارات وتم خلال 354 يوما فقط، وبعده تراجع عدد السفن والحمولات التي تمر من قناة السويس، وتراجعت معه مليارات الدخل القومي، حيث أصبح الفنكوش أضحوكة أمام العالم.

بئر العبد

وعزز وصول مياه النيل عبر ترعة السلام، المعروفة بترعة الشيخ جابر الصباح، إلى المحطة الرئيسة في مدينة بئر العبد جنوبي العريش شمال سيناء، مخاوف بدء مخطط توصيل مياه النيل للاحتلال الإسرائيلي.

وأعلنت سلطات الانقلاب في محافظة شمال سيناء عن وصول مياه النيل لأول مرة إليها، وذلك عن طريق مياه ترعة السلام إلى مدينة بئر العبد، في إطار ما وصفته بخطة الدولة لتحقيق التنمية المستدامة والمشروع القومي لتنمية سيناء.

وأوضحت أنه تم الانتهاء من تنفيذ سحارة ترعة السلام أسفل قناة السويس لتوصيل مياه النيل إلى سيناء، بتكلفة مالية قدرها 221 مليون جنيه، فضلا عن الانتهاء من إنشاء ترعة الشيخ جابر الصباح بتكلفة مالية قدرها 560 مليون جنيه.

وكان رجل الأعمال والممثل محمد علي، قد أكد أن "النظام المصري أنشأ أنفاقا سرية تحت قناة السويس ربما تستخدم لنقل المياه إلى طرف أجنبي"، لافتا إلى أن مهندسين- عملوا في تشييد الأنفاق- أخبروه بأمر هذا المشروع الذي تبلغ تكلفته مليارات الدولارات.

وأشار إلى أن الغرض من الأنفاق على ما يبدو منح المياه لطرف أجنبي، في وقت يواجه فيه الشعب خطر شح المياه بسبب مشروع سد النهضة الإثيوبي على نهر النيل، مشككا بأن تكون سيناء هي وجهة المياه التي يجري ضخها عبر تلك المشاريع.

كما أن الفنان محمد علي طالب جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي بإجابة الشعب، والكشف عن الطرف الآخر الذي تذهب إليه المياه عبر "الأنفاق السرية".

وكشف الخبير الدولي في مجال الاتصال والمعرفة، نائل الشافعي، عن البدء في تنفيذ مخطط تحويل حصة من مياه النيل إلى إسرائيل عبر سحارات سرابيوم والسلام.

وقبل عامين، كتب الشافعي منشورا عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تحت عنوان "اتفاقية سد النهضة هي: المياه لإسرائيل مقابل المياه لمصر"، قال فيها: "لكي تصبح المقايضة ممكنة، إذا أرادت مصر أن تحصل على مياه من النيل (عبر سد النهضة)، فعليها تمرير قدر معين منها إلى إسرائيل، (عبر سحارات سرابيوم والسلام)".

وأضاف: "انتبهوا لسحارة سرابيوم التي بدأ السيسي بناءها في 2014، لنقل مياه النيل إلى شرق قناة السويس، في نفس الوقت الذي يتم فيه إخلاء شمال شرق سيناء من سكانها".

مؤشرات

ووصف السياسي المصري ومنسق التجمع الحر للديمقراطية والسلام، محمد سعد خير الله، مخطط تزويد إسرائيل بمياه  نهر النيل عبر سيناء بـ"الغامض"، قائلا: "هل يوجد مخطط أو لا يوجد.. لا توجد شفافية بشأن هذا الموضوع رغم ما يثار من مؤشرات على ذلك".

وأضاف: "ما يجري هو صفقة سياسية قديمة، تقضي بمباركة اليمين الصهيوني لحكم الجنرالات لمصر، مقابل التزامهم بأمن وسلام إسرائيل، والتعاون معهم في كافة المجالات التي من شأنها خدمة مصالح إسرائيل".

واعتبر أن "توريد مياه النيل سيكون خيانة كبرى لمقدرات الشعب المصري، فما هو المقابل الذي ستحصل عليه مصر لتزويد إسرائيل بالمياه غير التفريط في أحد أهم ما لديها"، مشيرا إلى أنه "لا مانع من التكامل والتعايش وقبول الآخر في مسألة المياه، والعمل والبناء المشترك، ولكن على أساس الاستقلالية والسيادة، وليس أي شيء آخر، وفي هذا وبين ما يتم فرق كما بين السماء والأرض".