أفوكاتو العسكر.. سمير صبري من مطاردة الراقصات إلى حماية السيسي

- ‎فيتقارير

تقدَّم أفوكاتو العسكر ببلاغ لنائب عام الانقلاب ونيابة أمن الدولة العليا ضد “كاريمان الشريف”، صاحبة فيديو “الحق مصر يا سيسي” الذي تدعو فيه جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي إلى إنقاذ مصر من الخونة، واتهمها بنشر أخبار كاذبة لإثارة الفوضى وترويع أمن المواطنين، وقال أفوكاتو العسكر في بلاغه: إن الفتاة من أنصار مبارك.

وفي اليوم ذاته، تقدم أفوكاتو العسكر “سمير صبري” ببلاغ ضد النائب في برلمان الدم أحمد طنطاوي، عضو ما يسمى بـ”تكتل 25/30″، بتهمة إهانة السفيه بلحة، والتحريض على التظاهر.

وزعم صبري، في بلاغه، أن طنطاوي قام بنشر تغريدات على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، يقوم فيها بإهانة بلحة، ووصفه بأوصاف من السخرية والتهكم، والتي تعد من قبل الجرائم التي تستوجب العقاب القانوني.

تخصص راقصات

6000 دعوى وشكوى قضائية رفعها خلال العقد الماضي ضد سياسيين وكتاب وناشطين، لكن اختصاصه الأكبر كان تعقب الفنانات والراقصات، هكذا اشتُهر المحامي الأكثر تزلفًا ولحسًا لبيادة العسكر في مصر، سمير صبري، الذي خصّته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، بتقرير نُشر في 28 سبتمبر، أكدت فيه أنه يتخذ من “المرأة” هدفًا مفضلًا له على الدوام، معيّنًا نفسه “وصيا” على الأخلاق في بلاده.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في دولة تسمح فيها القوانين لأي مواطن برفع دعاوى قضائية ضد أي شخص يُعتقد أنه مذنب بارتكاب جرم أو تشويه صورة البلد، يعد المحامي البالغ من العمر 69 عامًا “عميد تلك المهنة”، مؤكدةً أنه “يشعر بالخوف ويزدري كل يوم تقريبًا”، في إشارة إلى العبارات الرائجة في بلاغاته المتكررة.

وعلَّق السياسي والبرلماني المصري السابق، طارق مرسي، بالقول: “أعتقد أن قراءة مثل هذا الأمر ينبغي أن تتوقف عند علامتين رئيسيتين في المشهد المصر الآني: الأولى وهي تخص محامي البلاغات وأفوكاتو السلطة، كما يحب سمير صبري أن يقدم نفسه، هذا النموذج الشاذ ربما يتحرك في مثل هذه الدعاوى التحريضية من تلقاء نفسه لينال رضا السلطة”.

تربية كلاب

وأضاف مرسي: “على الجانب الآخر، والعلامة الأخرى في المشهد أن استبداد السلطة وشهوة الانتقام فيها تتبنى في إحدى استراتيجيات القمع والفاشية تربية كلاب ضالة تكون مهمتها أن تعقر كل مخالف، لذا تجد أمثال سمير صبري لا يرون بأسًا في إرواء شرَهَ السلطة في القهر بتقديم بلاغات من هذا القبيل”.

ورأى أن ما يجري دليل على حالة الإنهاك الداخلي للنظام، هكذا طبيعة زمن الاستبداد؛ خاصة حينما استشعرت سلطة الانقلاب أنها تعيش لحظات الخريف، ولم تعد تملك ثقة في واقعها ولا مستقبلها، لذا فهي تنهش الكل وتغتال الجميع، سواء كانوا معارضين حقيقيين أو حتى أراجوزات كاذبة حقيرة.

وتابع مرسي: “هي صرعة شرسة تقوم بها سلطة مرتعشة يحاول من خلالها النظام بث رسالة تخويف ورعب للشعب المصري وتهديد الجميع، وتصوير الأمر على أنها مسيطرة ومتمكنة، رغم أن مثل هذه التصرفات تؤكد رعونة السلطة ورعبها من الشعب بأكثر ما توحي بالثقة أو الاطمئنان أو السيطرة”.