التعبئة والحشد.. هل لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دور جماعة الإخوان المسلمين؟

- ‎فيتقارير

“أؤكد لكم أن الحكومة ملتزمة تمامًا باتخاذ ما يلزم للحفاظ على حقوق المواطنين البسطاء”، كانت تلك تغريدة أرسلها جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي، في فضاء موقع التواصل الاجتماعي المصغر “تويتر”، تنفيذًا لنصائح المتوتر العظيم دونالد ترامب، والذي أمره بالتواجد على تويتر تحسبًا لانطلاق الموجة الثانية من ثورة 25 يناير، والتي كانت انطلاقتها الأولى من على الفيس بوك.

ولا بد من الإشارة إلى نقطتين غاية في الأهمية: “أولاً” اختفى تمامًا اتهام أعداء السفيه السيسي بالعمالة لأمريكا وإسرائيل؛ وذلك لأن العميل الحقيقي هو من يحكم مصر، “ثانيا” اختفى السفيه السيسي ولم يظهر منذ تحدَّى الشعب باستمرار بناء القصور، إلا في تسجيل خائب عند عودته من أمريكا؛ وذلك لأنه كلما تكلم استفزّ الشعب.

نصائح ترامب

ونشر موقع “بلومبيرغ” تقريرًا للصحفيين طارق الطبلاوي وعبد اللطيف وهبة، يقولان فيه إن اجتماع السفيه السيسي مع ترامب لم يذهب هباء، وإنه بعد عودة السفيه السيسي أخذ يغرد لتعزيز صورته بصفته رجلًا من الشعب، بعد أن شهدت مصر مظاهرات نادرة في بلد يرزح تحت عملية تعديل اقتصادي مدعومة من صندوق النقد الدولي.

ويلفت الكاتبان إلى أن السفيه السيسي غرد يوم الأحد، قائلا: “في إطار متابعتي لكل الإجراءات الخاصة بدعم محدودي الدخل، فإنني أتفهم موقف المواطنين الذين تأثروا سلبًا ببعض إجراءات تنقية البطاقات التموينية، وحذف بعض المواطنين منها.. أقول لهم اطمئنوا لأنني أتابع بنفسي هذه الإجراءات”.

من جانبه يؤكد القيادي العمالي وعضو مجلس الشورى المصري السابق، طارق مرسي، أن سياسة الإرباك والإنهاك مهمة لأنها لا تساعد فقط على استمرار روح الثورة ومقاومة الانقلاب، وإنما تساعد كذلك في توسيع دائرة الرافضين للانقلاب من عموم الشعب، وتؤدي لإنهاك قوته الأمنية التي بثت الرعب بتشكيلاتها وتسليحها وإرهابها ضد المتظاهرين.

سياسة الإرباك

ويرفض مرسي ما يطرحه البعض بأن غياب الأحزاب الفاعلة أو جماعة الإخوان، عن الشارع سوف يؤدي لعدم استمرارية وقوة سياسة الإرباك، في ظل أن الجماهير لن تجد من ينظم حركتها ويطورها.

ويشير إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تقوم الآن بدور الحشد الذي كانت تقوم به جماعة الإخوان سابقًا في الشوارع والمصانع، خاصة وأنها أصبحت الوسيلة المتاحة والأكثر فاعلية؛ نتيجة الظروف الأمنية والسياسية الراهنة، كما أنها الوسيلة الأكثر تأثيرا بدليل ما جرى خلال الأيام الماضية.

ويضيف مرسي: “الثورة القادمة بمصر تستطيع أن تقتلع نظام الانقلاب العسكري بشكل كامل، لأنه في النهاية نظام هش قائم على المصالح المتبادلة، وإذا استمر الشعب في حركته الرافضة له بالشوارع والميادين، فإن الداعمين له سوف يتخلون عنه في فترة وجيزة كما حدث مع مبارك الذي كان أكثر قوة وتحكما، ومع ذلك سقط في 18 يوما فقط”.