بعد أضخم احتجاجات مناهضة للسيسي.. أين تقف الكنيسة؟

- ‎فيتقارير

“السيسي مُنزل من السماء والمتظاهرون ضده مصيرهم جهنم”، كانت تلك تصريحات القمص مكاري يونان، كاهن الكنيسة المرقسية الكبرى، من أمام هيكل الكنيسة المرقسية، ودائمًا ما ترفع الكنيسة لافتة كبيرة تحت شعار “لا دين في السياسة”، بينما هي تلعب دورًا سياسيًّا انتهازيًّا خاليًا من النزاهة والشرف.

وبدأت علاقة جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي بالكنيسة، أثناء التحضير لانقلاب 30 يونيو 2013، الذي قام خلاله السفيه السيسي بالغدر بالرئيس الشهيد ذي التوجه الإسلامي محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب للبلاد.

بطل لاهوتي

في ذلك الوقت أصبح السفيه السيسي بطلًا قوميًّا في عيون الكنيسة، التي كانت ترفض التساوي مع حقوق الأغلبية المسلمة، وترى أن لها وضعًا فوق الدستور وفوق القانون، وبعد انقلاب السفيه السيسي أطلق مجموعة وعود، ليضمن تأييد الكنيسة؛ كان أبرزها حماية المسيحيين من الإرهاب، فضلا عن إصدار قانون جديد عن بناء دور العبادة الموحد يرفع القيود عن حرية بناء الكنائس وترميمها.

والقمص مكاري يونان، هو واحد من فرقة الاستقبال التي حشدتها المخابرات الحربية، وكان في استقبال جنرال إسرائيل السفيه السيسي، وهو عائد من أمريكا، بعد اندلاع مظاهرات عارمة منذ يوم 20 سبتمبر الماضي، وتسريب ملفات فساد ضخمة لعائلة السيسي، عن طريق المقاول والفنان محمد علي.

وما إن وصل موكب زفة السفيه السيسي، حتى صافحه القمص مكاري يونان، وقال له أغرب عبارة في التاريخ قيلت لديكتاتور: “شكرا لك أنك قبلت تحكم مصر”، وانهالت السخرية واللعن والغضب فوق رأس الكنيسة بعد تصريحات يونان.

ويقول القمص يونان: “وصل لي بعض الآراء والتساؤلات وردود أفعال الأقباط، فمنهم الذي امتدحني، وآخرون تحدثوا بكلام غير لائق، وللطرفان فأنا أشكرهم جميعًا المؤيد لي والمختلف معي”.

وتابع: “أنا في الماضي تحدثت عن السيسي كلامًا دارجًا عندما ذكرت أنه مرسل من عند الله”، متابعًا: “لكن ممكن ربنا يعطينا كلامًا بحسب الكتاب المقدس”.

واستطرد يونان: “أنا لا سياسي ولا عمري هاشتغل بالسياسة، لكن هذا الأمر يخص خلاصي وحياتي الأبدية، فأنا أريد كل إنسان مسيحي يسمعني ويفهم كلامي، نعم أنا أحب الرئيس ولا أنكر حبي له، ولكن أريد توضيح لماذا أحب السيسي، احنا اتعلمنا في الكنيسة وحسب المكتوب في الكلمة المقدسة “تحب الرب إلهك من كل قلبك وتحب قريبك كنفسك”، فمن هو قريبك؟ قريبي هو الإنسان، وأيضا احنا تعلمنا كلمة بنقوم بترديدها دائما “تحب كل واحد وميكنش ليك في الدنيا عدو واحد”.. ومين أول شخص في مصر أحبه إلا السيسي!”.

 

غير نادم

وزعم يونان أن السفيه السيسي لم يسعَ للرئاسة طمعا في مال أو سلطة، مدعيًا أن الجنرال الأوزعة، الذي أهدر عشرات المليارات على بناء القصور الرئاسية، تبرع بنصف راتبه وثروته، كما أنه كان يشغل منصب وزير الدفاع، إذا فهو زاهد في الأمر كله ولم يكن يحتاج لمناصب، على حد قوله.

وأضاف أنه “غير نادم على تصريحه يوم استقباله للسيسي فور عودته من الولايات المتحدة الأمريكية”، الذي قال فيه: “احنا بنشكرك لأنك راضي تحكم مصر وأنت شايلنا وشايل شيلتنا.. فكتر خيرك الرب يحفظك”؛ لأنه– بحسب تطبيل يونان- إنسان يسهر الليالي وحياته مهددة وتحاك حوله المؤامرات من كل اتجاه وطوال الوقت، دافعه الوحيد لقبول هذه المهمة الصعبة هي حبه وعشقه لتراب مصر، ولذلك أنا شكرته ويجب على كل إنسان أن يشكره.

من جانبه، يؤكد وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب السابق، محمد جمال حشمت، أن السفيه السيسي يلعب بورقة الأقباط؛ من أجل تحقيق أهداف خارجية، تساعده في تجاوز كوارثه المتعلقة بحقوق الإنسان، فهو يعتبر أن منحه بعض الامتيازات للأقباط يمكن أن يجعل المنظمات الدولية الحقوقية تغض الطرف عن جرائمه ضد المعارضين له، وجرائمه في حق الشعب المصري كله.

بينما يؤكد الباحث بعلم الاجتماع السياسي سالم الجريدي، أن الأقباط كمواطنين لم يستفيدوا من السفيه السيسي على المستوى المعيشي والحياتي؛ لأنهم يكتوون بنيران الأسعار وغلاء المعيشة، كما أنهم يعيشون تحت الضغط الأمني الذي يعيش فيه باقي فئات الشعب.

ويشير الجريدي إلى أنَّ السفيه السيسي يخدم مصالح قيادات الكنيسة في حربها الداخلية ضد الأقباط المعارضين لدعم الكنيسة غير المحدود للانقلاب، وأنَّ السفيه السيسي يقدم “عربون محبة” أو رشوة مدفوعة مقدمًا للأقباط؛ لضمان الحصول على دعمهم.