في غياب “البيئة”.. صيد “القرش الحوتي” المهدد بالانقراض وبيعه في سوق العبور!

- ‎فيأخبار

حالة من الغضب تسود الأوساط البيئية في مصر، عقب اصطياد سمكة القرش الحوتى “بهلول” المهددة بالانقراض، خاصة وأنها نادرة الظهور بالبحر الأحمر، وهى بمثابة عامل جذب سياحي كبير، وتتم عمليات تسويقية للرحلات اعتمادًا على هذا الكائن البحري خاصة بعد تكرار ظهوره.

حيث تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورًا للقرش الحوتى “بهلول”، منقولًا على سيارة نصف نقل، فيما كشف آخرون عن أنه نُقل إلى إحدى الأسواق لتقطعيه وبيعه.

حسن الطيب، رئيس جمعية الإنقاذ البحري وحماية البيئة، قال إنه على الرغم من حجم القرش العملاق، إلا أنه لا يشكل خطرا على البشر، معربًا عن استيائه الشديد من عمليات الصيد المتكررة لهذا النوع النادر والمهدد بالانقراض.

وطالب بالتصدي لمثل هذه الجرائم البيئية التي تنتج عن ضعف الوعي. وتساءل عن سبب صمت وزارة البيئة بحكومة الانقلاب على تلك الفضيحة المدوية، وعن دور معهد علوم البحار الذي يضم كوكبة من العلماء في هذا المجال، وهيئة الثروة السمكية، وأجهزة البيئة بمحافظة السويس.

مهدد بالانقراض 

د. محمود حنفي، أستاذ ورئيس قسم علوم البحار بجامعة قناة السويس والمستشار البيئي لجمعية المحافظة على البيئة بالبحر الأحمر، قال إن هذا النوع من الأسماك من النوع النادر من “القروش”، وإن الاتحاد الدولي لحماية وصون الطبيعة وضع هذا النوع من القروش ضمن قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض.

وأضاف “حنفي” أن القرش الحوتي مسالم جدا ولا يهاجم، إنما يفتح فمه لأخذ كميات كبيرة من المياه لفلترة الغذاء منها مثل بعض الحيتان، ومن هنا جاءت تسميته بالقرش الحوتي، وهو يتغذّى على الهائمات البحرية، وهى عبارة عن كائنات دقيقة لا تتعدى المليمترات من حيث الحجم، ولا تلعب صفوف الأسنان أي دور في نظامه الغذائي، وهو ينمو إلى أن يبلغ 50 قدما وقد يصل وزنه إلى 15 طنًا، ويعتبر أكبر سمكة في العالم، ويلقب هذا القرش بالعملاق اللطيف.

وكشف حنفي عن أن القرش الحوتي من الأنواع المدرجة بالقائمة الحمراء المعدة بواسطة الاتحاد العالمي لصون الطبيعة، والعبث باتفاقيته المرتبطة بالأنواع المهددة بالانقراض يؤدى إلى الإضرار بسمعة مصر الدولية من حيث قدرتها على تنفيذ الاتفاقات الدولية المتعلقة بصيانة التنوع البيولوجي، وخصوصا الأنواع ذات الأهمية الدولية والتي تعد تراثًا حضاريًّا وإنسانيًّا ويجب الحفاظ عليها للأجيال المقبلة.

إهانة مصر

وأضاف المستشار البيئي أنَّ هناك تأثيرات أيضًا لمثل هذه الأفعال، فيما يخص سمعة مصر وقدرتها على الحفاظ على مواردها الطبيعية التى تعد الركيزة الأساسية كمنتج سياحي يستخدم فى جذب السياح.

وأوضح حنفي أن هناك تأثيرات بيئية واضحة تتلخص فى أن مثل هذه الأنواع من القروش تعد من الأنواع الفريدة؛ نظرًا لندرتها الشديدة حيث معدلات خصوبتها منخفضة جدا، وبالتالي فإنَّ تعويض الفاقد منها يحتاج إلى فترات طويلة.