في يوم اللغة العربية.. الرئيس مرسي يتحدث الفصحى والسيسي “مش بيجمع”

- ‎فيتقارير

منذ اليوم الأول لانقلاب عبد الفتاح السيسي على الرئيس الشهيد الدكتور محمد مرسي أول رئيس مدنى منتخب في التاريخ المصري فوجئ المصريون بأن السيسي يتحدث لغة غير مفهومة “عربي مكسر” و”مش عارف يجمع كلمتين على بعض” حتى الحروف العربية لا يستطيع نطقها بصورة صحيحة.. فحرف الصاد ينطقه س ويقول “ماسر” يقصد مصر.. وينطق حرف القاف “كاف” وهكذا وكأنه “خواجة” جاء من الخارج ويحاول تعلم اللغة بالاختلاط بأهلها.

تدهور اللغة العربية لم يقتصر على السيسي فقط، بل امتد لعدد من وزراء حكومة العسكر وأجهزة المخابرات، فكلهم لغتهم ساقطة، وكأنهم لم يتعلموا العربية ولم يذهبوا إلى المدارس أو يختلطوا بالمصريين الذين يتحدثون هذه اللغة. وانعكست هذه الخيبة على المدارس والتعليم الذي خرج من دائرة اهتمام العسكر، لدرجة أن السيسي نصح وزيرة الصحة بحكومة الانقلاب هالة زايد أن تعلم أبناؤها في الخارج؛ لأن مصر “مفيهاش تعليم”، على حد علمه.

بين الرئيس والمنقلب

هؤلاء هم العسكر الذين انقلبوا على حكم الرئيس مرسي الذي كان يجيد اللغة العربية ولا يتحدث باللهجة العامية في خطاباته فقد كان رحمه الله حافظا للقرآن الكريم، يختار الكلمة المناسبة للتعبير عن المعنى الذي يريده، وهذا هو الفرق بالنسبة للغة العربية بين رئيس حاصل على درجة الدكتوراه بجانب حفظه لكتاب الله، وبين شخص انقلابي حاصل على 50% في الشهادة الثانوية ولم يتعلم شيئًا ولا تنطبق عليه حتى شروط الالتحاق بالكلية الحربية، فضلاً عن أنه لم يترب التربية الإسلامية التي تجعله يتحدث لغة القرآن أو يتمسك بأخلاق الإسلام.

من بين تعبيرات السيسي التي تدعو للتقزز والاشمئزاز قوله في أحد مؤتمرات الشباب عن منتخب مصر لكرة القدم للسيدات: “فين فريق كرة القدم بتاع المرأة، أنا مش بجاملهم طالما هنبدأ تطوير كرة القدم من جديد يبقى نبدأ من هنا ومن هنا، الرجل والمرأة، ولو متحفظين على اللبس وكده، البسوا اللي انتوا عاوزينه وتشوفوه مناسب”.

مفيش بقى

وعقب خسارة المنتخب الوطنى فى بطولة الأمم الإفريقية قال السيسي: “هنجيب مدربين أجانب تاني.. خلاص مفيش بقى.. احنا ليه معندناش ثقة في المدربين المصريين، لازم ندي الفرصة، النتيجة واحدة”.

وعن مشاكل التعليم والمعلمين يقول: “احنا مش بنتكلم إن الفصل يوصل لـ20 طالب لأ، احنا بنعمل كثافة معينة بس، وهذا يكلف الدولة 125 مليار جنيه.. المدرس مثلا يقول أنا مش قادر أعيش بالراتب ده، أه أنا عارف، بس مش قادر، ودي إشكالية في مصر، عارف إننا مطلوب مننا نعمل إصلاح لحال العاملين في التعليم والصحة عشان نوفر لهم الظروف المناسبة لعملهم”.

وعن منظومة الدعم بقول: “التضامن لما بتدي دعم مالي للأسر الأكثر احتياجا، بعد تقديمهم للطلبات الورقية، لكن مع قواعد البيانات لن نحتاج لتقديم الطلبات هنقدر نشوف بحجم من الذكاء الصناعي حال الناس ماديا وصحيا.. بقواعد البيانات المستكملة الدقيقة هنقدر نشوف كل حاجة في مصر ومن غير مسح وبحث بمساعدة الناس وتسهيل حياتهم، وبمجرد الوفاة أو الطلاق هنقدر نشوفهم ونقوم بإجراء من غير ما هما يطلبوا”.

هنعمل فيه إيه؟

وعن الأسر الفقيرة في القرى، التي تنجب عددا كبيرا من الأطفال رغم الوضع المالي الصعب، قال السيسي: “هل من المناسب عدد الأبناء يكون عدد فوق طاقتي، وفوق طاقة الدولة، طيب ده هنعمل فيه إيه.. لو كل إنسان يتصور إنه المشكلة في إنك تأكل وتشرب فأنت بتختزل العلاقة بينك وبين أبنائك بشكل لا يليق، ولو كنت متصور إن كل هدفك الأكل والشرب ولو عملت كدا يبقى عملت اللي عليك، لأ والله المشكلة مش أكل وشرب بس، ده إنسان وميصحش أقول حاجة تانية عشان ميصحش…لازم فرق المتابعة الخاصة بمبادرة حياة كريمة تسأل الناس، الأطفال دي هنعمل فيهم إيه؟ وهتبقى فرص شغلهم فين؟ وهيتعلم إزاي؟، وهيكون ليه بيت إزاي؟ كله هيبقى فوق طاقة مصر”.

خطابات راقية

أما الرئيس مرسي فخطاباته راقية ولغته مهذبة يعرف أين يتوقف ومتى يستطرد من ذلك قوله فى خطابه أمام الأمم المتحدة: بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله.. والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم الذي نحبه ونتبعه والذي نحترم من يحترمه ونعادي من يمسه بسوء من قول أو عمل.. صلوات ربي وتسليماته عليه الذي وصفه في قرآنه العظيم فقال: “وإنك لعلى خلق عظيم”، وقال عنه أيضًا: “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين” اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وعلى كل من سار على دربه واتبع هديه إلى يوم الدين.. رب اشرح لى صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي.. “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير”.

ويقول في خطاب آخر: أهلي جميعا.. المصريون جميعا.. المسلمون والمسيحيون.. الكبار والشيوخ والشباب.. الاباء والامهات.. الفلاحون والعمال الذي أصبحت فيه بعد فضل الله بإرادتكم.. رئيسا لكل المصريين.. إن مصر الآن.. مصر الوطن.. مصر الشعب.. الثورة مستمرة.. حتى تتحقق كل أهدافها.

ثورة الحرية

وفي خطاب آخر يقول: لقد بايعتكم على أن أصون هذا الوطن وأن أعمل بكل طاقتي ليل نهار لكي يستقر الوطن.. أنا أردت وما زلت أريد أن تمتلك مصر إرادتها، فلا يملي عليها أحد أبدًا إرادتها ولا تسيرها قوة رغمًا عنها، أيًّا كانت هذه القوة.. ثورة المصريين لم تكن ثورة جياع أبدًا، وإنما كانت ثورة امتلاك الإرادة.. ثورة الحرية.. “اوعوا الثورة تتسرق منكم لأي حجة الحجج كتير والسحرة كتير والتحدي كبير وأنتم قادرون على أن تواجهوا هذا.. ثورة 25 يناير وتحقيق أهدافها كاملة والحفاظ على الشرعية.. ثمن الحفاظ عليها حياتي.. أريد أن أحافظ على حياتكم كلكم على الأطفال على البنات شباب وفتيات المستقبل الذين سيعلمون أبناءهم أن آباءهم وأجدادهم كانوا رجالاً لا يقبلون الضيم ولا ينزلون أبدا على رأي الفسدة ولا يعطون الدنية أبدا من وطنهم أو شرعيتهم أو دينهم.

عزة ليست وحدها

وفي خطاب آخر قال الرئيس مرسي: إن ما يقع في غزة من عدوان وقتل للرجال والنساء والأطفال.. دماء تراق.. هذا أمر خطير، وهذا عدوان سافر على الإنسان، على الرجال على النساء، هذا أمر أكرر تحذيرًا منه، وأؤكد مرة ومرة لمن يعتدون أنه لن يكون لهم أبدًا سلطان على أهل غزة.. لن نترك غزة وحدها. أقول لهؤلاء باسم الشعب المصري كله: إن مصر اليوم مختلفة تمامًا عن مصر الأمس.. إن العرب اليوم مختلفون تمامًا عن العرب الأمس.. إن المسلمين اليوم ليسوا كما كانوا منذ سنوات.. إن مصر والعرب والمسلمين أقول بكل ثقة في هؤلاء جميعًا: لن يتركوا غزة وحدها.. إننا اليوم أمام هذا العدوان نقول للمعتدي: لن يتحقق لكم سلام بالعدوان، ولن يكون لكم استقرار بالعدوان، ولن تنالوا خيرًا على هذه الأرض بالعدوان.. إن الحرب لا تؤسس الاستقرار ولا تؤسس السلام أبدا، وإن هذه الدماء ستكون لعنة عليكم ومحركًا لكل شعوب المنطقة ضدكم.. إن الدنيا كلها تقول للعدوان لا.. إنكم لن تستطيعوا أن تقهروا شعبًا ولن تستطيعوا أن تقهروا أمة وليس في مقدوركم أبدًا أن تقيموا سلامًا ولا استقرارًا لأنفسكم.