لماذا ينافق المجتمع الدولي بمواقفه إزاء الأزمة الليبية

- ‎فيعربي ودولي

دعا الاتحاد الأوروبي إلى وقف العمليات العسكرية في ليبيا واستئناف الحوار السياسي، يأتي هذا في ظل استمرار المواجهات في محيط طرابلس بين قوات حكومة الوفاق المعترف بها دوليًّا وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، التي تصعد منذ أيام هجومها على العاصمة طرابلس .

ما مدى جدية الدعوة الأوروبية إلى وقف القتال في ليبيا بالنظر إلى التطورات الميدانية في الغرب الليبي؟ وما هي الوجهة التي يمكن أن تأخذها الأوضاع في ليبيا في ظل التدخل الإقليمي والدولي الحالي في الأزمة الليبية؟.

بالتزامن مع استمرار المواجهات المسلحة في الغرب الليبي بين قوات حكومة الوفاق وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، يطلق الاتحاد الأوروبي دعوة لأطراف الأزمة الليبية بضرورة ضبط النفس ووقف القتال واللجوء إلى الحل السياسي، من دون تحديد المسئول عما يجري أو حتى الوعد بالوقوف إلى جانب المعتدى عليه .

وعلى الجانب الآخر يؤكد رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، في مقابلة مع صحيفة إيطالية، أن حكومته لم يكن أمامها سوى طلب الدعم العسكري من تركيا، بعد أن فضّل الجميع موقف المتفرج من محاولات حفتر السيطرة على العاصمة، وهي المحاولات التي كشف تسجيل مصور عن أن أطرافًا أوروبية تشارك فيها إلى جانب أطراف إقليمية ودولية أخرى .

مصراتة تحت التهديد

ومع مهلة جديدة من قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر قبل العدوان المقرر، وفي تفاصيل الهجوم المؤجل وعيدٌ باستمرار العملية العسكرية ضد المدينة وأهلها ليلًا ونهارًا .

وبحسب تقرير بثته قناة “الجزيرة”، أثبتت الأيام والسنوات الماضية أن مصراتة عصية على كل من يُشهر السلاح في وجهها، ولكن ما مصير وذنب المدنيين من غارات محتملة بدعم من قوى إقليمية ودولية؟.

كيف يمكن الاعتراف بحكومة الوفاق الليبية دوليًّا، وفي الوقت نفسه ترك قوات غير شرعية تعبث بأمن واستقرار الليبيين تحت مسميات مختلفة؟. وبسلاح ومرتزقة دول إقليمية ودولية عدة دليلٌ آخر تقدمه عملية بركان الغضب التابعة لحكومة الوفاق الليبية عن دور شركاء حفتر في حربه على شعبه.

في تسجيل مصور يعترف لواء طيار بقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر أُسر في مدينة الزاوية بوجود مقاتلين روس من شركة فاغنر بمدينة ترهونة، وأقر الطيار الذي أُسقطت طائرته في السابع من الشهر الجاري بأن الروس يعملون قناصة أو في مجموعة خاصة بمدافع الهاون، كما تحدث عن دور الإماراتيين في المعارك، وأيضًا القوة الفرنسية التي تقدم دعما لوجيستيًّا.

اكتفت واشنطن بالتعبير عن قلقها البالغ حول التقارير التي تتحدث عن وجود مرتزقة روس يعملون لحساب حفتر وداعميه، وذكّر مسئول في الخارجية الأمريكية بأن بلاده تواصل الاعتراف بحكومة الوفاق الوطني بقيادة السراج، قبل أن يضيف جملة تكرس الموقف المحير من الوضع في ليبيا، حيث أوضح أن واشنطن لا تنحاز إلى طرف في الصراع، وتتحدث مع جميع الأطراف التي قد تكون مؤثرة، في محاولة صياغة اتفاق ينهي النزاع.

أثينا تنتقم من حكومة الوفاق، من خلال زيارة وزير الخارجية اليوناني لبنغازي ومقابلة مسئولين من الحكومة الموازية وحفتر، والتنافس الفرنسي الإيطالي على ثروات البلد يأخذ أكثر من شكل، شكل يناقض تمامًا الكلام المكرر أمام عدسات الكاميرات عن مفاوضات واتفاق سياسي ينهي الخلاف بين طرابلس وبنغازي .

بيان الاتحاد الأوروبي الأخير لم يحمل جديدا يُذكر، حتى إنه بدأ بتكرار دعوته لجميع الأطراف لوقف الأعمال العسكرية واستئناف الحوار السياسي، فأي حوار تحت التهديد وفي زمن المهل المنقضية والممددة للعدوان على مدن ليبية وأهلها؟ ولاحقا وفق المقرر على طرابلس التي تحتضن حكومة الوفاق المعترف بها دوليا .