«أنتم علاماتها».. خديجة بن قنة الحُرة الجزائرية التي أفحمت طبال أبو ظبي!

- ‎فيتقارير

لم يكن أحد يتوقع أن تشهد دولة الإمارات هذا التحول الدراماتيكي في سياساتها الخارجية بعد وفاة مؤسِّس الدولة الشيخ زايد آل نهيان، فحتى الفترة قبل عام 2004 كانت الإمارات الدولة المعتدلة التي تلجأ إليها باقي الدول للاستفادة من حكمة رئيسها وماله أيضًا، وهو ما حافظ عليه الراحل زايد بوقوفه في مسافة وسط بين جميع الأطراف.

إلا أنَّه مع وفاة المؤسس، تحولت الإمارات إلى غول بشعٍ على يد نجله الثاني محمد بن زايد، ولي العهد، من الرجل الثاني إلى الأول في كل شيء، والذي رفع سلاح “ما لا يأتي بالمال.. فالمؤامرات هي الحل”!.

ومن بين الطبالين للمؤامرات، الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله، حيث نشب سجال على موقع التواصل الاجتماعي بينه وبين الإعلامية في قناة الجزيرة، خديجة بن قنة، بعد تغريدة له شتم فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد.

وكان عبد الله قد قال: “من علل هذا الزمان أن أحمق وآخر لا يقل عنه حماقة يودّان قيادة أمة قوامها 1,5 مليار مسلم”، الأمر الذي دفع “بن قنة” للرد عليه مستهجنة التغريدة بالقول: “أكاديمي.. ودكتور.. ومستشار.. ما شاء الله! .. هل اقتربت الساعة؟”.

لكن عبد الله عاد للرد عليها: “إعلامية.. قديرة.. ومتحجبة ولا تعرف أن الساعة آتية؟”. ليختتم السجال بتغريد إعلامية الجزيرة لعبد الله بالقول: “أنتم علاماتها!”.

قلب أمه!

ويرى مراقبون أنّ الدعم الذي يقدمه “بن زايد” لجنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي، وكذلك العلاقات المتينة التي تجمعه بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وضلوعه في العديد من المؤامرات والانقلابات على دول الجوار، وسيطرته على اليمن ومعظم الموانئ العربية بالبحر الأحمر والقرن الإفريقي، إنما يهدف لتطبيق الخطة الصهيونية بأن يصبح “بن زايد” رجل المنطقة الأول وصاحب النفوذ بين الدول العربية، وهو ما تريده إسرائيل التي تسعى للسيطرة على الوطن العربي من خلال أحد أفضل عملائها بالمنطقة.

ويدعم ذلك الدور الذي لعبه شيطان العرب في قبول الغرب بالسفيه السيسي، والآن قبول أمريكا بالفتى الطامح محمد بن سلمان ليكون حاكمًا للمملكة السعودية، وبالسيطرة على أهم دولتين عربيتين يكون “بن زايد” قد حقق حلم أمِّه فاطمة بأن يكون “رقم واحد”، أيًّا كانت الطرق التي يسلكها أو الوسائل التي يستخدمها.

تجارة السلاح

التحول الأساسي لـ”بن زايد” كان بتولّيه وزارة الدفاع الإماراتية؛ حيث بدأت علاقاته تتصل بالبنتاجون الذي رأي في الشيخ الشاب طموحًا لأن يكون رجل الإمارات الأول، ومن هنا تمّ اكتمال الدائرة الخفية التي صنعها البنتاجون من خلال شركاته الخاصة.

وبات “بن زايد” أحد أهم ثلاثة في تجارة السلاح بمنطقة الشرق الأوسط؛ حيث تشارك مع الرئيس المخلوع مبارك، والعاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، في تشكيل ثلاثي مهم لبيع الأسلحة الأمريكية للدول المحظور عنها السلاح.

ولعب “بن زايد” على وجه التحديد دورًا في توريد السلاح للقبائل الإفريقية المتنازعة في كينيا وروندا وإثيوبيا والسودان وغانا، وهو السلاح الذي كان يذهب للقبائل أو الحكومات المناهضة للمسلمين في القبائل الأخرى، ومن هنا عرض “بن زايد” نفسه كهدية للمشروع الصهيوني بدعم كبير من مبارك، الذي فتح له خطوط الاتصال المباشرة مع أصدقائه الإسرائيليين.

لا للإخوان!

الرفض الإماراتي للربيع العربي كان منذ اليوم الأول، وخاصة بمصر التي فاز الإخوان فيها بمنصب الرئيس، فأطلقت الإمارات يد ضاحي خلفان، ليشِنّ هجومًا لاذعًا على الإخوان والرئيس الشهيد محمد مرسي، ورغم أنّ خلفان قد ترك منصبه كرئيس لشرطة دبي وقتها، إلا أنه كان يحصل على دعم غير متناهٍ من ولي العهد، ونتيجة لهذا التصعيد شنّت الإمارات حربًا على جمعية الإصلاح القريبة من الإخوان، واعتقال مؤسسها وقيادات فيها وسحبت منهم الجنسية.

واعتقلت عشرة من الإخوان المصريين العاملين في مجالات مختلفة بالإمارات، وبعد انقلاب 3 يوليو 2013، شنّت الأجهزة الأمنية حملة اعتقالات واسعة ضد كل من كان قريبًا من الإخوان فكرًا أو تنظيميًا، وخاصة الذين ينتمون لمصر، بعد أن تم تبادل ملفات على أوسع نطاق بين الأجهزة الأمنية بالبلدين.

وخلال حكم الرئيس مرسي ذهب وفد رفيع لدولة الإمارات، ضم مساعد رئيس الجمهورية للشؤون الخارجية عصام الحداد، ورئيس ديوان رئيس الجمهورية السفير رفاعة الطهطاوي، لفضّ الاشتباك بين الدولتين.

وانتظر الوفد المصري لقاء محمد “بن زايد” الذي تحجج بأنه مشغول، وأن البرتوكول يخول لرئيس الوزراء محمد بن راشد مقابلة الوفد المصري، وعلى مدار يومين حاول الوفد المصري نزع فتيل الأزمة وإعادة الدفء للعلاقات المصرية الإماراتية، مُلحين على مقابلة “بن زايد” باعتباره صاحب المفتاح، ولكنه لم يقابلهم إلا لعدة دقائق في المطار أثناء توديعهم.