الغلابة.. أكرمهم الإخوان وأراقت ماء وجوهم “بطاطين السيسي”

- ‎فيتقارير

في إطار سعي نظام السيسي لتحسين وجه سياسييه من أحزابٍ ورقيةٍ تنتمي لكلمة “وطن” اسمًا وتُذل أبناء الوطن جهرًا، أقام حزبا “مستقبل وطن” و”حماة وطن” حفلات ودعاية تعادل أضعاف ثمن البطاطين التي قاموا بتوزيعها على الفقراء في عدد من محافظات الجمهورية.

المقارنة كانت حاضرة في الشارع وعلى التواصل الاجتماعي، بين دور الإخوان في إعانات الفقراء الشهرية، وتعاونها مع الجمعية الشرعية في ذلك، فضلا عن دورها الحيوي في المناسبات الاجتماعية كرمضان والأعياد ودخول المدارس، ودورها فى العمل الخيرى بكل أنواعه منذ تأسيسها، مع مراعاة الآداب الإسلامية في الصدقات، وتجنب تصوير ذوي الحاجات أو أي شخص من متلقِّى خدمات البر.

وأجمعت الآراء غير السطحية على أن “الشنط” والتبرعات المادية تذهب إلى منازلهم بشكل مشرِّف، على أيدى شباب وقيادات أغلبهم الآن شهداء أو في سجون الانقلاب.

مقلب الحزب الوطني

الناشط نبيه المصري اعتبر أن أحزاب الانقلاب ما هي إلا صورة أحقر من الحزب الوطني الذي دشنه المخلوع مبارك، وقال: “بشرى سارة لكل الصراصير والسحالى.. تم إنشاء مقلب زبالة كبير جدا فى بر مصر اسمه حزب مستقبل وطن.. تجمع فيه كل الكائنات الحية والحشرات والزواحف التى كانت فى المقلب القديم الذى كان يسمى الحزب الوطنى.. والبشرى موصولة للأفاعي والعقارب والخنافس وكذلك للذباب والهموش الذى ولد حديثا فى كل قرية ومدينة”.

ورأى مراقبون أن هذه الأحزاب هي المرضيّ عنها من سلطات الانقلاب، لا يجمعهم إلا نغمة هواتفهم “تسلم الأيادي”، حتى إنه تنتشر قيادات مشبوهة بتجارة المخدرات أو الآثار أو مجموعة من اللصوص داخل الحكومة.

وأكَّد المراقبون أن أحزابًا كـ”حماة الوطن” أو “مستقبل وطن”، تعد صورة طبق الأصل للحزب الوطني غير المأسوف عليه، وأن مبدأهم فى توزيع البطاطين “عايزين نأكل عيش”

يقول د.رضوان المنيسي: “لأول مرة أرى حزبا سياسيا يسمي توزيع البطاطين حفلة، وحضور السياسيين يكون أكبر من عدد المستفيدين.. لو كانت مؤسسة خيرية يمكن الناس تبلعها.. لو كانت وزارة التضامن يمكن يكون لها مبرر دعوة الناس للإنفاق، أما حزب سياسي يجهز نفسه لورثة الحزب الوطني فبئس التوريث”.

حفلات الصدقات

لسان حال منظمي هذه الحفلات “نعمل حفلة بتكلفة 100 ألف جنيه، توزع بطاطين بتكلفة 20 ألف جنيه، مع إحضار ناس نصورهم ونذلهم لأجل مستقبل وطن”، وهو ما يبدو أنه يستحق محاكمة هؤلاء مرتين: الأولى بتهمة الغباء السياسي، والثانية لانتهاك آدمية الفقراء والمتاجرة بعوزهم.

واستغرب متابعون أن تصل درجة الرخص إلى إقامة حفل لـ”توزيع البطاطين”، بما يحمله ذلك من إهانة للعباد، وأنه كان يجب أن يقوم هؤلاء الذين حددوا أسماء من يستحقون هذه الصدقة بتوزيعها على البيوت سرًّا كما كان أعضاء البر في جماعة الإخوان يوزعون “الزيت والسكر” على حد سخرية بعضهم من صدقات الإخوان.

تقول سحر عبد الرحيم بالمجمل: “يعنى مينفعش يكون لوجه الله بعيدا عن الشو الإعلامى”!.
أما الناقد سامر البحيري فقال: “البرلمان في كل دول العالم يضم ساسة وفلاسفة عظاما ومشرعين وأكاديميين كبارًا، لكن في مصر يضم أرزقيةً قبل الانتخابات يلعبون على وتر الغلابة بكم بطانية أو كرتونة.. إلخ.. تجارة الوطن أخطر من تجارة الدين”.

 

زيت وسكر

المحايدون أنفسهم استنكروا تبرير الانقلابيين إراقة ماء وجه الغلابة، بحجة متكررة وممجوجة بزيت وسكر الإخوان ومرسي، فأشاد المحايدون بالمنهج الذين كان يتبعه الإخوان في منح الصدقات، ومن هؤلاء “عدلي أبو أحمد” الذي قال: “هو مينفعش توزيع من غير غرض ومن غير إهانة الناس، ومن غير منظرة فارغة؟ لو مرسي وزّع زيت يبقى عادي إن دول يعملوا كده.. المبادئ لا تتجزأ، ولو كل الناس وزعت بالشكل ده عمره ما هيكون مبرر لإنسان عارف الصح إنه يكون معه ويعمل زيهم ويبرر لهم.. دي إراقة ماء وجه المحتاج”.

وأضاف “الناس اللي عندها كرامة عارفة كويس إن ده استغلال لظروف الغلابة، فيه مليون طريقة وطريقة إنك تساعد الغلبان وتاخد ثواب ده لو كنت بتساعده لوجه الله، إنما لو بتساعد للمنظرة والشو فلازم تعرف إن فيه ناس هتبقى مستاءة وتنتقدك، وطالما بتعمل لغرض يبقى كل الكلام يتقال فيك عادي والكلام ده ينطبق علي أي حد وزع مساعدات بالطريقة المبتذلة الرخيصة دي، سواء كانوا إخوان أو أحزاب، ده لو كنا عارفين قيمة كرامة الناس اللي احنا منهم”.

وأوضح الدكتور هاني منيسي قال عن واقعة بطاطين مستقبل وطن: “حدث فعلا عندنا في المنزلة وهذه الواقعة عندنا”. وأضاف “حضرتك مخطئ عندما تساوي بين الاثنين: الإسلاميين وبما فيهم الإخوان يعملون هذا بمبدأ شرعي “ليس منا من بات وجاره جائع”.. وهذا مكان يفعله قسم البر بالجماعة.. ولا ننكر أنهم كانون يستفيدون ممن يساعدونهم ماديًّا أثناء أي فعاليات انتخابات أو وقفات ولم يكن إجباريًّا بل اختياريًّا”.

الذين انتقدوا اهتمام الإخوان بالفقراء واتهموهم بتوزيع السكر والزيت كرشوة انتخابية، يفعلون نفس الشئ ولكن بطريقة أسوأ وأكثر إيلاما ومتاجرة بفقر الناس

Posted by Kotb El Araby on Sunday, January 12, 2020