عداد الموتى داخل السجون لا يتوقف.. وحقوقيون: سياسة ممنهجة

- ‎فيتقارير

عداد الموتى داخل السجون ومراكز الاحتجاز المصرية لا يتوقف ليشهد العام 2020 وفاة 10 معتقلين خلال نحو 40 يوما أبرزها وفاة مصطفى قاسم الأمريكي من أصل مصري في سجن ليمان طرة.

وأكدت مصادر حقوقية،أمس، وفاة معتقلين اثنين لفظا أنفاسهما داخل محبسهما على خلفية تعرضهما لما وصفه حقوقيون بالإهمال الطبي المتعمد الأول هو المواطن مجدي طه القلاوي (59 عاما) المتوفى داخل سجن شبين الكوم بمحافظة المنوفية والآخر هو المواطن إبراهيم الباتع (61 عاما)، الذي توفي بمستشفى الزقازيق بعد نقله متأخرا من مركز شرطة كفر صقر بالشرقية ليرتفع بذلك عدد الوفيات بسبب منع العلاج خلال شهر فبراير إلى 3 حالات.

وفي سياق متصل قررت نيابة جنوب المنصورة حبس باتريك جورج زكي وهو طالب ماجستير بجامعة بولونيا الإيطالية 15 يوما على ذمة التحقيق باتهامات منها نشر أخبار كاذبة وإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.

يذكر أن باتريك اعتقل في مطار القاهرة فجر يوم الجمعة الماضي وجرى التحقيق معه واقتيد إلى مكان مجهول.

ونفت وزارة داخلية الانقلاب ما قالت انه اعتقال إيطالي يدعى باتريك وأشارت الوزارة في بيان مقتضب إلى أنه المذكور مصري الجنسية واسمه باتريك جورج ميشيل زكي سليمان وقبض عليه تنفيذا لقرار من النيابة العامة.

وقال الباحث الحقوقي هيثم غنيم: إن عداد الوفيات داخل السجون ومقرات الاحتجاز لن يتوقف إلا بتوفير رقابة من نقابة الأطباء المصرية على مستشفيات السجون ومدى ملاءمتها للمعايير الصحية لاستضافة المرضى المعتقلون سواء في قضايا سياسية أو جنائية.

وأضاف غنيم في مداخلة لبرنامج “المسائية” على قناة “الجزيرة مباشر”، أن مستشفيات مصلحة السجون تشهد ترديا شديدا في مستوى الخدمات المقدمة، مضيفا أن أعداد الوفيات داخل سجون السيسي تضاعفت في الفترة من الأول من يناير حتى الآن والتي شهدت 10 حالات وفاة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي التي شهدت 5 حالات وفاة.

وأوضح غنيم أن الملاحظ في جميع حالات الوفاة وجود منهج ثابت، فنجد أن الشخص يعاني من أمراض ويطالب بنقله إلى مستشفى السجن أو يعاني تدهورا حادا في حالته الصحية ولا تتوافر إمكانيات داخل مستشفى السجن لرعايته فتطالب أسرته بنقله إلى مستشفى خاص وتحمل نفقات العلاج فتتعنت إدارة السجن حتى تتدهور حالته الصحية تماما ويتوفى.

وأشار غنيم إلا أنه يجوز قانونيا رفع شكوى ضد إدارة السجون برئاسة اللواء هشام البرادعي مدير قطاع السجون، وهو صاحب سمعة سيئة منذ أن كان في جهاز امن الدولة في عهد المخلوع مبارك وكان اسمه ضمن القائمة التي سلمتها حركة 6 أبريل بعد الثورة بهدف تنحيتهم والاستغناء عنهم، لكننا فوجئنا بعودته في عهد اللواء محمود توفيق وزير الداخلية الحالي ووضعه على رأس مصلحة السجون.

بدورها قالت زوجة الشهيد مجدي القلاوي: إن زوجها كان يتمتع بصحة جيدة قبل دخوله السجن وأجرى تحاليلا وفحوصات في شهر مارس وجاءت النتائج جيدة لكن في شهر سبتمبر تدهورت حالته وبدا شاحبا خلال الزيارة.

وأضافت زوجة القلاوي، في مداخلة لبرنامج “المسائية” على قناة “الجزيرة مباشر”، أن زوجها كان ممنوعا من التريض وعانى الإهمال الطبي فترة طويلة ورفضت النيابة السماح بنقله إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم، ما ادى إلى تدهور حالته الصحية ووفاته.

وقال محمد نجل الشهيد  إبراهيم الباتع الذي توفي أمس بالشرقية، إن والده كان يعاني أمراض السكر والضغط قبل اعتقاله، وبعد دخوله المعتقل تدهورت حالته الصحية جراء الإهمال الطبي.

وأضاف في اتصال هاتفي لقناة الجزيرة مباشر أن أسباب الاعتقال كثيرة فقد كان عضوًا مؤسسًا في حزب الحرية والعدالة، ومن ثم لفقت له سلطات الانقلاب تهمة الانضمام إلى جماعة إرهابية.

وأوضح نجل الباتع أن إدارة السجن كانت تتعنت في دخول بعض الأدوية، مضيفا أن والده أصيب بميكروب في الرئة فور دخوله السجن، ورفضت إدارة السجن إجراء تحاليل أو عمل أشعات له.

وأشار نجل الباتع إلى أن والدته نجحت في الحصول على عينة من البلغم الخاص به وتم تحليلها وثبت إصابته بميكروب خطير ما يستوجب نقله للمستشفى لكن رفضت إدارة السجن، فتدهورت حالته الصحية أكثر وكسر فخذه نتيجة الورم الشديد في عضلة الفخذ فتم نقله للمستشفى وتوفي هناك.