برلمان العسكر يتجه لافتتاح المقاهي واستمرار محاصرة المساجد

- ‎فيتقارير

يتصدر فتح المساجد في رمضان مع تأمينها صحيًّا أولوية عند المصريين، لا سيما في الشهر الكريم، وهو ما يظهر من تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بعد توقف أدوات التعبير السياسية عند برلمان اختارته الأجهزة السيادية على الفرازة ليمرر مشروعات القوانين التي يعرضها السيسي في أسرع وقت ودون مزيد من المناقشة أو حتى الاعتراض كما هو حال قانون الطوارئ الأخير.

الطريف أن “نواب” العسكر يحاولون فتح مصر مجددًا وتأمين جلساتهم وبكل الوسائل، ويتجنبون الحديث عن فتح مساجد مصر أو اقتراح أي طريقة ليصل المصريون إلى بيوت الله في رمضان أسوة بغيرهم من البلدان التي قدمت مبادرات ايجابية في هذا الصدد.

المقاهي وصالات الجيم

اليوم توجه نائب العسكر جون طلعت، عن شبرا وروض الفرج، باقتراح برغبة من رئيس حكومة العسكر، لإعادة النظر في بعض إجراءات مواجهة انتشار فيروس كورونا وخاصة إغلاق المقاهي والكافيهات والمطاعم وصالات الجيم، لتأثر قطاعات كبيرة من العاملين فيها سلبًا، وذلك في إطار عمل الحكومة لإعادة الحياة لطبيعتها تدريجيًا مع اتخاذ كافة الإجراءات الصحية والوقائية.

ومع بعض الديباجة التي مدحت في اجراءات كورونا وسلامة المواطنين، اهتم “طلعت” بالتداعيات السلبية التي تظهر جراء بعض هذه الإجراءات وخاصة من جانب أصحاب المقاهي والكافيهات، وصالات الجيم والمطاعم.

وكما يطالب الشعب بفتح المساجد مع تأمينه صحيًّا واتخاذ كل التدابير المطلوبة، طالب جون طلعت بنفس الأمر وقال: “إعادة الأوضاع لطبيعتها مع اتخاذ كافة التدابير والإجراءات الوقائية من جانب الجميع، مؤشر جيد على التحرك في هذا الإطار وتلبية رغبة جموع العاملين المتضررين في هذه القطاعات، مع التأكيد عليهم وإلزامهم بتنفيذ التدابير التي من شأنها أن لا تحقق أي تجمعات قد تكون بيئة مناسبة لانتقال العدوي”.

إلا المساجد

وكان واضحا أن المساجد تسبب حساسية لأعضاء برلمان العسكر، فلم يتقدم نائب بنفس المطالب لفتحها مع توفير معايير الأمان، ولكن بالمقابل تقدمت نائبة العسكر نادية هنري ببلاغ للنائب العام ضد اللاعب السابق أحمد حسن بسبب موقفه من وزير أوقاف الانقلاب تعبيرًا عن حسرته على الصلاة في المساجد، وهو ما يعتبر محاولة لتكميم الأفواه غير المحسوبة على أحد من أي محاولة جديدة لنفس المطالب.

وقبل أيام وتمهيدا لعودة جلسات الموافقة السريعة على الطوارئ ومشروعات قوانين أخرى، استعان برلمان العسكر، بممرات تعقيم ذاتي من إنتاج وزارة الإنتاج الحربي يتم من خلالها قياس درجة الحرارة كإجراء وقاية في ظل انتشار فيروس كورونا، وعلق المصريون على مواقع صحف الانقلاب وصفحاتهم على التواصل الاجتماعي أنه بنفس المنطق يجب وضع الممرات أمام المساجد لتمكن المصريين من أداء صلاتهم بشكل آمن.

جدير بالذكر أن برلمان السيسي أجل جلساته لعدة مرات بسبب كورونا، وعلق اجتماعات لجانه النوعية، بحجة الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد، وما يُتخذ من تدابير وإجراءات وقائية للحد من انتشار فيروس كورونا، وذلك قبل أن يضع ممرات التعقيم والتي سبق واستعرضها السيسي في قصر الاتحادية، وأعلن يومها أنه سيتم وضعها أمام المساجد الكبرى بالمدن وتحديد أعداد المصلين.

وعلق عبدو سياتو عبدو قائلاً: “حركة زى دى هتفتح جهنم يعنى قادرين تفتحه مجلس النواب ومش قادرين تفتحوا المساجد اللي أساسا بتتعقم لوحدها من قبل انتم تعرفو يعنى اي تعقيم اي رايك يا شيخ الازهر فى فتح المجلس ولا. ده عادى حلال اه نسيت ده سلطة عليا حسب الله ونعم الوكيل”.

وأضاف أشرف سامي هندي أن “مجلس النواب فتح من يومين ممكن افهم اشمعنى هو يفتح والمسجد لا.. ولا المجلس اهم عندكم من المسجد .. المساجد قفلت عشان الزحمة فيها اللي هي مش بتحصل اصلا يعني .. ولا كورونا مش هتدخل مجلس النواب لانهم خدوا بالاحتياطات وعملوا علي الباب وحدة تعقيم ..وكله لابس كمامات وجوانتي ..وبينهم مسافات ؟ طب ما تفتح المساجد وتعمل كده بردو ولا هي كخه”.

قرآن المغرب

وقبل أن يصادر وزير أوقاف الانقلاب أي محاولة لبث آذان المغرب من المساجد المتوقفة، طالب نائب العسكر محمد هاني الحناوي من مختار جمعة، بالسماح لأئمة المساجد بإذاعة القرآن الكريم بجميع المساجد على مستوى الجمهورية قبل أذان المغرب طوال أيام شهر رمضان المعظم.

وفي محاولة لطمأنة الأجهزة التي اختارته للعضوية قال “الحناوي” في بيان عاجل “إننا مع تعليق الصلاة بالمساجد طالما هناك خطورة على صحة المواطنين بسبب فيروس كورونا ولكن تعودنا خلال شهر رمضان أن تستمع إلى القرآن الكريم بمختلف المساجد قبل أذان المغرب”.

محاولة الحناوي رفضت وأقيل المتحدث الإعلامي للوزارة، أحمد القاضي، لسبب مماثل وهو أن تؤدي الصلوات في المساجد من الأئمة فقط وإدارة المساجد، غير أن إيفلين متى بطرس النائبة ببرلمان العسكر قدمت مقترحًا بشأن بث خطب توعوية مسجلة وموحدة عن الوقاية من فيروس “كورونا” عبر مكبرات الصوت بالمساجد، وخصت أن يكون ذلك عقب صلاة العشاء.

حيثيات طلب “ايفيلن” أن “قرار إغلاق دور العبادة مؤقتًا، ومن ثم أصبح من الصعب التركيز في خطب الجمعة حول سبُل الوقاية من فيروس “كورونا”، فمن الممكن استغلال مكبرات الصوت في المساجد لبث دروس توعوية حول أهمية الالتزام المنزلي وسبُل الوقاية من هذا الفيروس”.