اختيار “السيسي – كرارة”.. تزييف وتشويه وتكرار لمسلسل “الجماعة” رغم فشله

- ‎فيتقارير

يرى المراقبون أن أهل الفن في مصر يفتقدون فعليا للكثير لأجل فنهم، فقط يجيدون التصوير لأجل “البرومو” أو أفيش المسلسل، وأنهم لاهثون وراء الأموال وبعيدون تماما عن الرسالة المبتغاة من الفن.

وفي وقت يغيب فيه أصحاب الرؤية، تتبنى الأجهزة السيادية من الأمن الوطني والشئون المعنوية، هذا الدور بإكمال الاستحواذ على  الشاشات الكبيرة والصغيرة على السواء، في خدمة أجندتها المهاجمة لـ”الإخوان المسلمين”.

وفي مغامرة غير محسوبة اختاروا شخصية الضابط “المنسي” ليكون بطلا لمسلسل عنوانه “الاختيار” في هذا الإطار، والمثير للدهشة أن المسلسل كسرد تاريخي أو تناوله للشخصية ليس سليما، فكما حدث في شأن بطلان كثير من أحداث مسلسل “إمام الدعاة” لبطله حسن يوسف، بتأكيد أسرة الشيخ محمد متولي الشعراوي، اشتكت ابتداء أيضا أسرة أحمد المنسي، والذي قتل في سيناء سنة 2017، رفضها لعمل درامي يمثل قصة حياته واستشهاده، مؤكدة أنها أقامت دعوى قضائية عاجلة لوقف مسلسل “الاختيار” الذي يمثل قصة أحمد المنسي.

ولأن الأجهزة السيادية لا تكترث بالمنسي أو المذكور، كان طول أمد الإجراءات القانونية التي أعلن عنها شقيقه محمد المنسي، التي من شأنها وقف بث المسلسل، والذي بدأ عرضه في دولة لا تحترم الخصوصيات، فضلا عن القانون خلال شهر رمضان الجاري.

فالنيابة استدعت الأشخاص المقامة ضدهم الدعوى مرتين ولم يحضروا، وبدلا من تحويل القضية للنظر أمام القضاء المستعجل حولت إلى القضاء العادي، حتى إن محامي ضابط المخابرات تامر مرسي حاولوا نفى الصلة بين المنسي وأمه لإسقاط الدعوى، وعرضوا على الأسرة إنهاء الأمر مقابل دفع أي مبلغ مالي.

العدو المفترض

ويؤكد المراقبون أن تلك السياسة معروفة لدى العسكريين الدمويين، الذين يفترضون عدوا في برامج “التوك شو” وفي المسلسلات والأفلام، هو على أرض الواقع غائب قتلا وسحلا واعتقالا ونفيا ومطاردة، إضافة لتلفيق الاتهامات ضده والتحريض المستمر عليه، وذلك من شأنه بالنسبة لهم أو على الأقل لمن يفكر لهم، تحويل بوصلة الرأي العام عن استبدادهم وفسادهم المطعم بفشل متكرر وعمالة للعدو الأصلي على سبيل البقاء أطول فترة ممكنة لمص دماء الشعب، فضلا عن تغييبه، ليظل مستسلما أثناء إنهاء حياته، واستخدام التخوف مع من بقي لديه نسبة وعي.

لم يفلح الكاتب العتيد وحيد حامد في مسلسل “الجماعة 1″ والذي عرض في رمضان 2010، أو تكراره بـ”الجماعة2” 2017، في تغيير الصورة الذهنية المترسخة عن جماعة الإخوان المسلمين، ولم تنقص من رصيدهم الشعبي، وقد تسببت في نفور جزء غير قليل من شريحة أنصار الانقلاب بتوغل السيناريو في النواحي الفكرية، التي خدمت الإخوان أكثر من الإضرار بهم.

كان مفاجئا أن مخرج الدعارة خالد يوسف يقول عنه “لم يكن لنا الحق أن نثور على الإخوان، ومسلسل “الجماعة 2″ يدعم جميع الأطروحات الإخوانية.. ويضرب شرعية كل الأنظمة من عبد الناصر إلى بلحة، ولا يعترف إلا بشرعية مرسي!.

الضربة المباشرة لـ”الجماعة 2” كان تزامنها مع “قيامة أرطغرل” كعمل تركي أكثر إبهارا وبمحتوى فكري بسيط ومباشر، فاستحوذت أفكاره وشخصياته على المتلقين الصغار قبل الكبار.

المفارقة الشعبية

تحاول هذه المسلسلات إيجاد مفاضلة غير موجودة بين الإخوان والشعب الذي سئم من شماعة الإخوان، التي يستدعيها الانقلاب في إغراق الأمطار البلاد من التجمع الخامس إلى الإسكندرية، مرورا بنار الفتنة بين الكويت ومصر، وقمة كوالالمبور الإسلامية، وصولا إلى مسئوليتهم عن تفشي جائحة كورونا.

يقول الإعلامي أسامة جاويش، في ملاحظات على “الاختيار” لأمير كرارة: “ابتداء الإخوان ليسوا هم من قتلوا، كما أن هشام عشماوي لا علاقة له بالإخوان المسلمين، فضلا عن أن الإخوان لا علاقة لهم بما يجري في سيناء أو بـ”الإرهاب” الذي على أرضها”.

وأوضح أن “الفيديو الشهير للدكتور محمد البلتاجي اللي ظهر في برومو المسلسل، وكلامه عن سيناء مجتزأ، والراجل الله يفك أسره رد عليه من أيام اعتصام رابعة ٢٠١٣”.

وأضاف أن “الإصدارات المرئية اللي صدرت عن المجموعات المسلحة اللي في سيناء بعضها قال بكفر الإخوان المسلمين، وبعضها اتهمهم واتهم قياداتهم بالضعف والخنوع”. موضحا أن “اللحية والنقاب لا علاقة لهما بالإرهاب والأفكار المتطرفة”.

وأوضح أن “نغمة الاختيار ما بين الجيش والإخوان، وما بين السيسي والإرهاب، وما بين الجيش والفوضى، بقت نغمة ماسخة وبايخة وفات أوانها خلاص من ٢٠١٣، وأن خطاب الكراهية والتحريض المستمر أيام التفويض وتسلم الأيادي يجب أن يتوقف”.

تشويه غير مبرر

ورأى الناقد الفني إمام الليثي أن رسائل المسلسل يمكن حصرها في استبعاد الإسلاميين من الحكم، مع اتهامهم بالمغالبة لا المشاركة، ويعدف المسلسل إلى “التخويف من تداول السلطة بكل أنواعه، ومع الإسلاميين بشكل خاص، دون تفرقة بين أنماطهم الأيدولوجية”.

وأضاف “في المسلسل يحاول التشويه من خلال إظهار وجهين غير موجودين من شقيقه هشام عشماوي وأحد شهداء رفح”.

وخلص إلى أن “المسلسل عودة لمربع شق صف المجتمع وتأليب الشعب على بعضه؛ لأجل أن يعيش السيسي، وأن دولة طبيب الفلاسفة تسعى لتقسّم المصريين إلى شعبين أو أكثر، حفاظا على الكرسي”.

" أختيار السيسي "قبل ما ابدأ حبايبي بتوع اللجان يا ريت تهدوا أعضائكم شوية علشان يمكن تفكروا أولاً : في كل بلاد…

Posted by ‎الناقد الفني إمام الليثي‎ on Saturday, April 25, 2020

شخصية المنسي

وتختلف الروايات التي تدور حول شخصية المنسي نفسه، نوردها على سبيل التوثيق، يقول أسامة جاويش: “إن له صديقا في القوات الخاصة مش هقدر أقول اسمه طبعا” حكالي عن أحمد المنسي كلام كويس جدا، وأنه كان ضابط جدع فعلا ونضيف وكان محبوب جوه الجيش من العساكر قبل القيادات، وأنه اتقتل غدر ومتورطتش أبدا في قتل مدنيين في سيناء”.

في حين أن الحقوقي هيثم غنيم وآخرين كتبوا روايته بالأدلة عن المنسي وعلاقته بسالم أبو لافي، وأنه “كان مجرما اتورط في قتل ضباط ومدنيين في سيناء في 2010”.

‏بمناسبة مسلسل الاختيار والعقيد أحمد منسى سيادة العقيد احمد وهو متصور بحب مع تاجر المخدرات سالم ابو لافى أحد مهربين…

Posted by Mosab Hashim on Saturday, April 25, 2020