قيس سعيد يكرر استدعاء قادة “النهضة” .. ومراقبون: في العد التنازلي

- ‎فيعربي ودولي

خلال الأيام الماضية، ووسط انتقادات محلية ودولية، شنّت سلطات الانقلاب في تونس حملة اعتقالات طالت شخصيات سياسية وإعلامية ونقابية وقضائية، واتهم قيس سعيد الرئيس المنقلب بعضهم بـ”التآمر على أمن الدولة” وحملهم المسؤولية عن أزمات نقص السلع وارتفاع الأسعار، بل واستدعى رئيس مجلس الشعب المتوقف بقرار سعيد على ذمة اتهامه بالارتباط بداعش.
 

حركة النهضة
وأصدرت حركة النهضة التونسية بيانا إعلاميا قالت إنها “تريد تعريف الرأي العام أن رئيس البرلمان الشرعي ورئيس الحركة الأستاذ راشد الغنوشي قد مثل الخميس لدى فرقة العوينة للبحث في الجرائم الإرهابية للتحقيق معه في تهمة كيدية وملفقة وسخيفة أدلى بها أحد مرضى القلوب من الوشاة دون تقديم أي دليل إدانة جدي”.

وأوضحت أنه بعد قضاء ثمان ساعات كاملة لدى الفرقة نصفها كانت حالة انتظار، تم سماع الأستاذ راشد والإذن بتركه في حالة سراح.

ودعت “حركة النهضة” إلى الكف عن ملاحقة رموز المعارضة وعلى رأسهم الأستاذ راشد الغنوشي تحت غطاء التهم المزيفة والملفقة بمحاربة الفساد والاحتكار والتآمر على الدولة، وتدعو القضاة الشرفاء لعدم الانصياع إلى الضغوطات التي باتت معلنة من السلطة وعدم الخوف من التحريض ضدهم وتعريض حياتهم وحياة عائلاتهم للخطر وإطلاق سراح كل الموقوفين ظلما من سياسيين ونقابيين وإعلاميين ورجال أعمال وغيرهم.

نهاية تقترب

ومن جانبه، قال رفيق عبدالسلام الوزير التونسي السابق في ملف الخارجية إن “نهاية الانقلاب تقترب وعزلة سعيد تتزايد “.

وأوضح القيادي البارز في حركة النهضة، أن حملة الاعتقالات الراهنة في بلاده تزيد من عزلة الرئيس قيس سعيّد داخليا وخارجيا.

وأضاف عبد السلام أن “تلك الاعتقالات تأتي بعدما فقد سعيّد ما يسميه بالشرعية والمشروعية، حيث قابله الشعب بمقاطعة واسعة لانتخاباته ودستوره وخارطة طريقه، محذرا من أن البلد على حافة الإفلاس”.

ورغم أن الرئيس سعيد قد شدد على استقلال المنظومة القضائية  في أكثر من مناسبة، إلا أن المعارضة تتهمه باستخدام القضاء لملاحقة الرافضين للإجراءات الاستثنائية التي بدأ فرضها في 25 يوليو 2021.

ومن جانبها قالت السيدة سمية الغنوشي ابنة قائد حركة النهضة عبر حسابها على تويتر (@SMGhannoushi) “يمثل والدي مجددا اليوم، للمرة ال9 أمام التحقيق في قضية ملفقة أخرى، 75 ساعة أمضاها في التحقيق في ظرف عام،  قد يحقق قيس سعيد حلمه بسجن راشد الغنوشي، لكنه لن يغير شيئا من معطيات التاريخ، يبقى الغنوشي عملاق الفكر والسياسة، رغم آلة التشويه، وسعيد مجرد فاصل صغير مخجل في تاريخ تونس”.

أما القيادي في اليسار التونسي نصرالدين السويلمي فخاطب قيس سعيد قائلا “فهمنا أن حقدك على شيخ الإسلاميين راشد الغنوشي تجاوز كل أنواع الحقد، وأنك تتلذذ بإرهاقه بين المحاكم وغرف التحقيق لساعات طويلة في هذا السن وتتطلع إلى سجنه، ربما حتى الموت، لذا دعك من الغنوشي”.

وبدوره، أكد رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي من أمام القطب القضائي لمكافحة الإرهاب بتونس بمناسبة مثوله اليوم أمام قاضي التحقيق على خلفية شكاية تقدمت بها إحدى النقابات الأمنية أن “الإرهاب قاوموه بالفكر والساعد وقاوموه بتأصيل الديمقراطية و الثقافة الإسلامية، بينما خصومهم عجزوا هذه المرة بالوسائل الديمقراطية عن النيل منا فاستخدموا القضاء “.

 

وأضاف الغنوشي قائلا “نحن لدينا ثقة في القضاء الذي بدأ يتعافى وأنه لن يسير معه في هذا الطريق، وجودنا هنا هو ثمرة من ثمار الانقلاب الذي ليس هو ضد النهضة فقط، بل ضد كل الكائنات البسيطة وضد الأحزاب  والنقابات وضد اتحاد الشغل، ونعتبر أن ما يتعرض له مظلمة ليس للاتحاد فقط، وإنما للتونسيين جميعا”.