نعت عدة حسابات لنشطاء ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي د.رفعت العرعير، مؤسس حملة “نحن لسنا أرقاما”، وأحد أعمدة القسم الإنجليزي في موقع المركز الفلسطيني للإعلام، ومؤسس ومشرف قسم الإعلام الاجتماعي سوشيال ميديا فيه، بعد استشهاده جراء قصف صهيوني أودى بحياته وعدد آخر من عائلته بينهم شقيقته وأبناؤها الأربعة، معتبرين إياها جريمة واستهداف متعمد وإبادة جديدة تُضاف إلى جرائم هذا الاحتلال النازي المستمرة.
الإعلامي والناشط الفلسطيني أدهم أبو سلمية استعاد عبر حسابه على موقع (إكس) بعض كلمات د. رفعت: “سنقاوم حتى للنهاية فليس لدينا ما نخسره”.
وأضاف “كانت هذه كلماته الأخيرة قبل أن يرحل إلى الله شهيدا قبل قليل”.
https://twitter.com/adham922/status/1732852484333252695
الشاعر والكاتب أنس الدغيم كتب عبر @anasaldogheim، “رحم الله الدكتور رفعت العرعير مدرس اللغة الإنكليزية في الجامعة الإسلامية بغزة، الذي استشهد اليوم بقصف طيران الاحتلال، وهذه إحدى تغريدات هذا الحُرّ الأصيل”.
https://twitter.com/anasaldogheim/status/1733195404328554840
وكتبت فريدة عصام على فيسبوك “إسرائيل استهدفت الأستاذ الدكتور رفعت العرعير، الأكاديمي والكاتب الفلسطيني الذي علمنا عن فلسطين، وعلمنا وهو يواجه الإبادة كيف نبقى أقوياء، وكيف نورث الأمل، وكيف نسخر من الاحتلال وعالمنا المنكوب، علمنا نحكي عن قصص الشهداء وقصص غزة، العالم خسر الآلاف ويخسر كل يوم من أنبل وأجمل البشر، لن ننساك”.
أما المذيع بقناة الجزيرة مباشر حسام يحيى فاستدعى أيضا كلمات للدكتور رفعت قال فيها: “عندما نكتب عن الشهداء، يجب أن نذكر أن الاحتلال قتلهم، يجب أن لا نترك الفعل للمجهول”.
وأضاف “الاحتلال الإرهابي قتل د.رفعت العرعير أستاذ الأدب الإنجليزي، الذي كان يترجم قصص حياة الشهداء بالإنجليزية ليقرأها العالم”.
https://twitter.com/HosamYahiaAJ/status/1732859989436309869
مدير المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رامي عبده وعبر @RamAbdu فكتب، “أما بعد، فإن كان للشجاعة اسم فاسمها رفعت العرعير، وإن كان لفلسطين صوت فصوتها رفعت العرعير، وإن كان للإعلام سيف فاسمه رفعت العرعير، وإن كان في الأكاديميا معلم فاسمه رفعت العرعير، وإن كان للشباب نبراس فاسمه رفعت العرعير، وإن كان للعدو قاهر فاسمه رفعت العرعير، وإنا على الدرب سائرون”.
https://twitter.com/RamAbdu/status/1733021283145662909
ويأتي اغتيال العرعير ضمن قائمة استهداف الاحتلال الصحفيين والأكاديميين، كان من بينهم رئيس الجامعة الإسلامية في غزة سفيان تايه الذي استُشهد مع عدد من أفراد عائلته، السبت 2 ديسمبر الجاري، في غارة جوية صهيونية استهدفت مخيم جباليا شمال القطاع.
وعن تعمد اغتياله تناقل ناشطون تعليق لصحفي صهيوني موشي يائير عبر منصة إكس، على اغتيال العرعير، قائلا: إن “سبب اغتيال الأستاذ الجامعي رفعت العرعير هو التقارير التي كان ينشرها باللغة الإنجليزية عن الانتهاكات التي تحصل في غزة، وكانت تتداولها المنظمات الغربية، هذا سبب قلقا لحكومة نتنياهو”.
ويعد العرعير أحد أبرز وأهم معلمي اللغة الإنجليزية في غزة، ويطلق عليه كثير من الأكاديميين لقب “رائد اللغة الإنجليزية”، وقد حرص منذ بدء العدوان على القطاع، كما كل عدوان، على فضح جرائم الاحتلال بحق القطاع وإيصال صوت غزة إلى العالم الخارجي.
وتميز الشهيد بقدرته المتميزة على إيصال صوت فلسطين إلى الإعلام الغربي والعالمي، ويُعتبر من أفضل من تحدث عن السردية الفلسطينية ودحض رواية العدو الصهيوني باللغة الإنجليزية، وله كتاب Gaza Writes Back باللغة الإنجليزية، كما أجرى العديد من المقابلات واللقاءات الصحافية المميزة مع وسائل إعلام غربية متعددة .
وبعد بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قبل شهرين، تداول مستخدمو التواصل الاجتماعي مقطعا مصورا للدكتور العرعير، يتحدث في حوار مع قناة BBC بالإنجليزية عن قسوة الوضع الذي يعيشه أهل غزة.
https://twitter.com/PalinfoAr/status/1733017527515496757
وقال في المقطع: إن “الوضع قاتم جدا، ليس عندنا حتى الماء، لا أملك إلا قلمي”.
وتابع: “ماذا تريد إسرائيل منّا؟ هل تريد منا أن نرتكب انتحارا جماعيا؟ لكننا لن نقدم على ذلك”.
وأضاف متأثرا وقد خنقته العبرات: “أنا شخص أكاديمي وأصلب شيء عندي في المنزل هو قلم السبورة، وإني سأرميه على الجنود الإسرائيليين إذا حاولوا اقتحام منزلي، ولو كان ذلك آخر شيء أفعله”.
ولفت إلى أن الجميع في غزة لديهم نفس الشعور، لأنهم عاجزون وليس لديهم شيء يخسرونه.
https://twitter.com/Yasser_Gaza/status/1733192635504857504
وقد أصدر العرعير الأديب والشاعر والأكاديمي عام 2015 كتاب Gaza Writes Back، جمع فيه كتابات فلسطينيين من قطاع غزة، أغلبهم من طلبته، عاشوا الألم والمعاناة بحذافيرها لينقلوها إلى العالم الغربي بلغته.
وانتشر كتابه في أمريكا وعدد من دول العالم للكشف عن حجم المعاناة التي عاشها أهالي غزة خلال عدوان عام 2014 بوجه خاص وما يعانونه من الاحتلال والحصار بوجه عام، وجاء الكتاب في 330 صفحة وقد تضمن 6 فصول.
وفي ديسمبر 2018، تعرض رفعت العرعير لإغلاق حسابه على تويتر بحجة مخالفة المعايير، حيث كان يعد من أكثر الحسابات الفاعلة باللغة الإنجليزية، فقد بلغ عدد متابعيه نحو 90 ألفا، بينهم كثير من السياسيين والصحفيين والمفكرين والناشطين حول العالم.
ورأي العرعير آنذاك، أن فضح جرائم الاحتلال، وتغطيته المستمرة والمكثفة للوضع في فلسطين تحت الاحتلال، والمطالبة بحق الفلسطينيين في العيش بحرية وكرامة ومقاومة الاحتلال، هي أسباب حذف حسابه.