وسط مجاعة وانتشار للأمراض .. سيول السودان تفاقم أوضاع النازحين

- ‎فيعربي ودولي

أعلن وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم أن اثني عشر شخصا لقوا مصرعهم جراء الأمطار والسيول التي اجتاحت عددا من مدن وقرى شمال وشرق السودان، حيث اجتاحت المياه مراكز الإيواء ومخيمات النازحين الذين يواجهون ظروفا إنسانية صعبة وسط مخاوف من تفشي الأمراض والأوبئة، فيما يبكي الأطفال من الجوع.

 

وتقول الأمم المتحدة: إن “السودان الذي كان، حتى قبل الحرب، أحد أفقر بلدان العالم، يشهد واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، وهو مرشح لأن يشهد قريبا أسوأ أزمة جوع في العالم، وأن 18 مليون سوداني، من بين إجمالي السكان البالغ عددهم 48 مليونا، من يعانون نقص حاد في الغذاء”.

 

السيول والجوع يحاصرون السودانيين

 

وبات مئات الآلاف من النساء والأطفال معرضين للموت جوعا، في أزمات يشعر العاملون في المجال الإغاثي بالعجز حيالها، بسبب رفض منحهم تأشيرات دخول وفرض رسوم جمركية باهظة على المواد الغذائية، إضافة إلى نهب المخازن وصعوبة الوصول إلى العالقين قرب جبهات القتال.

 

وقالت اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء، في بيان: إن “النازحين في مراكز الإيواء يعيشون تحت خيام متهالكة ومحاطين بالمياه من كل جانب، وأطفالهم يبكون من الجوع”.

 

وأضافت: “تفاقم الوضع بشكل مأساوي، حيث توفي طفلان نتيجة صعقات كهربائية، كما توجد وفيات بسبب لدغات الثعابين وأسباب أخرى مجهولة”.

 

وأشارت اللجنة إلى أن مياه الأمطار غمرت مناطق الإيواء، ما أدى إلى تدمير الخيام والمأوى الهش الذي يحتمي به النازحون الذين يعانون من نقص الغذاء وانتشار الأمراض نتيجة الظروف الصحية المتردية.

 

وتستضيف ولاية كسلا 252 ألف لاجئ، من مجموع 10.7 مليون نازح شردهم النزاع القائم من منازلهم ومواقعهم.

 

واستنكرت اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء تجاهل ما وصفتها بـ “سلطة الأمر الواقع”  ـ في إشارة للحكومة ـ الكوارث الصحية والاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها السودانيون الصابرون على ويلات الحرب.

 

نداء إنساني

من جانبها، قالت مبادرة نداء الوسط: إن “مراكز الإيواء شرق السودان وخصوصا في مدن القضارف كسلا وحلفا الجديدة، تغرق جراء استمرار تساقط الأمطار بغزارة”.

وأوضحت أن مياه الأمطار غمرت مراكز الإيواء التي تحتضن الأسر النازحة، كاشفة عن معاناة إنسانية لا تحتمل.

وتابعت: “الأمطار التي هطلت في المنطقة لم تترك مجالا للراحة أو الأمل، حيث باتت العائلات محاطة بالمياه، تكافح من أجل البقاء”.

وأشارت إلى أن شوارع المدينة تحولت بفعل مياه الأمطار إلى أنهار تسربت إلى خيام الإيواء وغمرت أغراض النازحين الأساسية.

وحذرت من خطر يهدد حياة الأطفال والنساء وكبار السن، في حال استمر تساقط الأمطار وسط المعاناة التي يعيشها النازحون.

ودعت المبادرة للتضامن ومد يد العون وتقديم مساعدات الإغاثة للنازحين.

من جانبها، قالت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين في دارفور: إن “النازحين يعانون في مخيم زمزم بمدينة الفاشر، جراء الأمطار الغزيرة”.

وأضافت: “وجد النازحون أنفسهم محاصرين بمياه الأمطار الغزيرة التي هطلت الخميس واجتاحت الأماكن التي يقيمون فيها”.

وتتزامن الأمطار مع استمرار الحرب بين الجيش السودان وقوات الدعم السريع، والتي خلفت نحو 15 ألف قتيل وحوالي 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.

وفي العاشر من يوليو الجاري، حذر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية من أمطار بمعدلات عالية يتضرر منها ملايين النازحين في السودان.

 

وتفاقم الأمطار معاناة المواطنين في السودان الذي يشهد منذ منتصف أبريل 2023 حربا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع خلفت ما يقرب من 15 ألف قتيل ونحو 10 ملايين نازح، وفقا للأمم المتحدة.