تطورات الوضع في سوريا.. أردوغان: لا نخشى التهديدات.. وتقارير تكشف المراحل الثلاث للحملة العسكرية

- ‎فيتقارير

كشفت صحيفة “الصباح” التركية عن أنَّ عملية “نبع السلام”، التي أطلقها الجيش التركي بأوامر مباشرة من الرئيس رجب طيب أردوغان، سيتم تنفيذُها على ثلاث مراحل، بدأت المرحلة الأولى منها يوم الأربعاء الماضي 9 أكتوبر 2019م.

وأضافت الصحيفة- في تقرير لها- أن الأيام العشرة القادمة ستكون نهاية َالمرحلة الأولى، وفقًا لقرارات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وأوضحت أن المرحلة الأولى ستتقدم فيها القوات التركية بشكل متسارع حتى عمق ثلاثين كم.

أما المرحلة الثانية– وفقًا للصحيفة- فتتضمّن السيطرة على كافة المناطق في شرق الفرات، في حين أن المرحلة الثالثة ستشمل اتخاذ خطوات تعزيزية، لدعم عودة اللاجئين السوريين إلى المنطقة.

وتأكيدًا لعدم أطماع تركيا في دول الجوار والتشديد على وحدة الأراضي السورية والتصدي للتحركات المشبوهة لتنظيم “بي كاكا”، المصنف إرهابيًّا في تركيا، والذي يستهدف إقامة دولة كردية على أراضٍ تركية وسورية وعراقية وإيرانية، نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية مقالًا لوزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، قال فيه إن هدف تركيا الأساسي من إطلاق عملية نبع السلام هو إزالة الخطر الذي يشكله الإرهابيون على طول الحدود التركية السورية، وإنقاذ السوريين الذين يقطنون تلك المناطق من بطش المنظمات الإرهابية، فضلًا عن ضمان عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم.

وبحسب وكالة الأناضول، قالت وزارة الدفاع التركية إن العملية العسكرية التي أطلقتها قبل أيام في الشمال السوري، والمعروفة باسم “نبع السلام”، أدت حتى الآن إلى تحييد (قتل) 415 عنصرا، والسيطرة على أكثر من 30 قرية بالشمال السوري، في حين اعترفت الوحدات الكردية بمقتل 30 فقط من عناصرها.

وأفادت وزارة الدفاع التركية، في بيان أصدرته صباح اليوم السبت 12 أكتوبر2019م، أن العملية استمرت بنجاح، وأنه جرى استهداف مواقع قوات سوريا الديمقراطية- التي تهيمن عليها وتقودها وحدات حماية الشعب الكردية- برًّا وجوًّا بشكلٍ فعالٍ.

وبحسب قناة الجزيرة الإخبارية، فإن قوات الجيش الوطني السوري (قوات المعارضة) بدعم من القوات التركية، حققت تقدمًا كبيرًا على محور تل أبيض، تمثل في السيطرة على 13 قرية، وعلى عدة معسكرات ومواقع مهمة، وأصبح قريبا من مدينة تل أبيض.

وأضاف أن المحور الثاني الذي حققت فيه قوات الجيش الوطني السوري بدعم من القوات التركية تقدما كبيرا، هو محور رأس العين، حيث سيطرت حتى الآن على 18 قرية، كما سيطرت أيضا على مواقع وتحصينات للوحدات الكردية. وذكر أن أحد فصائل المعارضة أعلن عن السيطرة على الطريق الرابط بين تل أبيض ورأس العين، مشيرا إلى أن تقدم قوى المعارضة على محور رأس العين أكثر منه على محور تل أبيض.

في المقابل، فإن “قوات سوريا الديمقراطية” تقول– وفقا للجزيرة- إنها قتلت وجرحت أعدادًا من قوات المعارضة ومن الجيش التركي، وتعترف بمقتل 30 فقط من عناصرها.

من جهة أخرى أفادت الجزيرة بوقوع اشتباكات وقصف مدفعي وصاروخي متبادل بين الجيش التركي من جهة، والوحدات الكردية بريف حلب الشرقي من جهة أخرى. وأفادت بأن الوحدات الكردية المتمركزة في بلدة زور مغار استهدفت بلدة قرقميش التركية ومدينة جرابلس السورية بعدد من القذائف المدفعية أدت إلى وقوع عدد من الجرحى في مدينة جرابلس، لترد بعد ذلك المدفعية التركية بقصف مكثف على المواقع العسكرية للوحدات الكردية المنتشرة في تلك المنطقة؛ حيث وقعت اشتباكات بالرشاشات الثقيلة بين الطرفين.

وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في كلمة له أمس الجمعة، أن بلاده “لن توقف” عمليتها العسكرية في سوريا ضد المقاتلين الأكراد، رافضا ما وصفه بـ”تهديدات” الدول الأخرى.

وقال الرئيس التركي: مهما يقول البعض، لن نوقف أبدا تلك الخطوة التي اتخذناها ضد حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية السورية، مضيفا “الآن تأتينا التهديدات من اليمين ومن الشمال، ويطلبون منا أن نوقف هذه” العملية.. لن نتراجع.. سنواصل هذه المعركة حتى يذهب جميع الإرهابيين جنوب مسافة الـ32 كم بعيدا عن حدودنا، وهو الحد الذي تحدّث عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه.

وأضاف الرئيس التركي: “قدمنا آلاف الشهداء من قواتنا ومواطنينا الأبرياء خلال كفاحنا الطويل ضد الإرهاب، وشهدنا همجية لا تتورع عن استهداف الأطفال والرُضع والمدارس، موضحا أن عمليات تركيا لمكافحة الإرهاب في شمال العراق وسوريا لا تستهدف أبدًا سلامة الأراضي والحقوق السيادية لهذين البلدين.

وشدد الرئيس التركي على أن كفاح بلاده ليس ضد الأكراد وإنما ضد المنظمات الإرهابية، مشيرا  إلى أن بلاده ستضمن من خلال تطهير شرق الفرات من الإرهاب عودة اللاجئين السوريين في تركيا إلى بلادهم. مشددا على أن الوجود التركي في سوريا ليس لتقسيمها وتجزئتها بل لحماية حقوق كل من يعيش فيها.