بسبب عداء العسكر للعلماء.. جامعة القاهرة خارج التصنيفات العالمية

- ‎فيتقارير

يشهد التعليم الجامعى تراجعا كبيرا فى عهد العسكر حيث تدنى مستواه وتذيل التصنيفات العالمية وانصرف عنه الطلاب الذين كان يفدون إليه من دول العالم، وذلك بسبب إهمال نظام الانقلاب الدموى بقيادة عبد الفتاح السيسي سياساته المعادية للتعليم وتجاهله تخصيص موازنة كافية بل وسعيه لإلغاء التعليم المجانى خضوعا لاملاءات صندوق النقد الدولى.

كان تصنيف مجلة "Times" البريطانية للتعليم العالي لاختيار أفضل الجامعات حول العالم، وشمل 1500 جامعة، قد استبعد جامعة القاهرة لعدم انطباق شروط التقييم العالمي عليها، فى حين جاءت جامعة أسوان في المرتبة الخامسة مكرر عربياً، وأول جامعة مصرية في القائمة، لكن مركزها العالمي وصل إلى المركز 401. كما حصلت الجامعة على نفس الترتيب في الجامعات ذات التأثير لعام 2020.

جامعة القاهرة
فى لغة همجية بعيدة عن المنهج العلمى أعلن "محمد الخشت" رئيس جامعة القاهرة رفضه لتصنيف "Times Higher Education" زاعما أنه تصنيف "هش ولا مصداقية له"!
وقال الخشت في تصريحات صحفية إن جامعة القاهرة الأولى مصريا في 8 تصنيفات ولا نلتفت للتصنيفات ذات المعايير الهشة وغير العادلة، لافتا إلى أن التصنيف الذي خرجنا منه خرجت منه "هارفرد وأكسفورد وكامبريدج وستانفور وطوكيو وبكين" لعدم مصداقيته" وفق تعبيره.

وأشار إلى أن جامعة القاهرة تفوقت فى 8 تصنيفات عالمية أبرزها تصنيف شنغهاي الصيني، وتصنيف Qs البريطاني، وتصنيف سيماجو الأسباني، وتصنيف ليدن الهولندي، وتصنيف ويبومتريكس الإسباني، وتصنيف يو إس نيوز US-News الأمريكي، والتصنيف الصيني للتخصصات ARWU" بحسب تصريحاته.
كما زعم الخشت أن الجامعة تجدد نفسها وتتقدم بقوة في التصنيفات الدولية وتحقق منافسة قوية مع الجامعات العالمية المرموقة بقوة برامجها، وأساتذتها، وجودة مناهجها، وكفاءة العملية التعليمية وفق زعمه.

وأشار إلى أن جامعة القاهرة تعد من أفضل 1% على مستوى الجامعات العالمية، وتتقدم على جامعات عالمية كبرى، في التصنيفات العالمية المرموقة، وتتفوق على عدد من جامعات أوروبا وأمريكا وآسيا، وزعم الخشت أنه بالرغم من التداعيات التي فرضتها أزمة فيروس كورونا، إلا أن الجامعة تعمل على كل الجبهات في وقت واحد ودعمت جهود البحث العلمي والمعامل والنشر الدولي للحفاظ على المكانة الدولية التي حققتها الجامعة خلال الفترة الماضية".

تصنيف تايمز
يشار إلى أن من أشهر التصنيفات العالمية: تصنيف تايمز للتعليم العالي Times Higher Education World University Rankings الذي تصدِره مجلة التايمز البريطانية للتعليم العالي لأفضل مائتي جامعة في العالم، وتصنيف كيو إس QS world Ranking الذي تصدره مؤسسة Quacquarelli Symonds البريطانية، وتصنيف شانغهاي جياو تونج Shanghai Jiao Tong لأفضل خمسمائة جامعة في العالم الذي تصدره منذ عام 2003 جامعة شانغهاي جياو تونج في الصين والذي أصبح فيما بعد أشهر الأنظمة العالمية لتصنيف الجامعات.

وتكشف هذه التصنيفات على عكس تصريحات الخشت عن تراجع جامعة القاهرة والجامعات المصرية منها :
تصنيف Webometrics يناير 2019
تحتل جامعة القاهرة المرتبة الـ691 حسب تقييم موقع ويبوميتركس عالميا، ضمن أفضل 1000 جامعة في العالم،كما توجد 65 جامعة مصرية ومعهد في قائمة التصنيف هذه، و8 جامعات مصرية ضمن افضل 2000 جامعة في العالم.
ووفقا لهذا التصنيف فإن أفضل 10 جامعات مصرية محليا يأتي كالتالي: جامعة القاهرة (في المركز الـ690)، وجامعة الاسكندرية (في المركز الـ1129)، والجامعة الامريكية بالقاهرة (في المركز الـ1282)، وجامعة المنصورة (في المركز الـ1350)، وجامعة عين شمس (في المركز 1418)، جامعة بنها (في المركز الـ1806)، وجامعة أسيوط (في المركز الـ1867)، وجامعة الزقازيق (في المركز الـ1996).

أما جامعة طنطا (فكانت في المركز 2145 عالميا، 9 محليا )، جامعة الازهر (في المركز 2199 عالميا، 10 محليا ).
ثم جامعة حلوان (في المركز 2300 عالميا، 11 محليا )،تليها جامعة قناة السويس (في المركز 2338 عالميا، 12 محليا ).

معايير
وتستند التصنيفات العالمية الشهيرة كتصنيف شنغهاي، وتصنيف تايمز للتعليم العالي، وتصنيف كيو إس QS world Ranking، إما كليًا وإما بشكل كبير على الأبحاث العلمية، وهي موجّهة بشكل أساسي إلى الباحثين والإداريين وصانعي السياسات.

وهناك بعض أنظمة التصنيف الموجهة بشكل أساسي نحو الراغبين في الانتساب إلى الجامعات في المرحلة الجامعية الأولى، وهذه الأنظمة تتمحور حول الطالب student centered وتستند بشكل أساسي على مؤشرات محددة لقياس جودة العملية التعليمية، كنسبة الطلاب للأساتذة، ورضا الطلاب عن العملية التعليمية، وقابلية توظيف الخريجين، وغيرها، وليس على مخرجات الجامعة من البحث العلمي.

من هذه الأنظمة النظام الذي يصدر عن دار النشر US News and World Report لأفضل الجامعات الأمريكية، والنظام الذي يصدر عن صحيفة الجارديان لأفضل الجامعات البريطانية.

وتعد هذه الأنظمة أداة مهمة ومساعدة للطلاب في عملية اختيار الجامعة المناسبة لدراستهم، وتوليها الجامعات الأمريكية والبريطانية أهمية كبيرة حيث إنها تنعكس انعكاسا كبيراً على إقبال الطلاب على الانتساب إلى هذه الجامعة أو تلك.

تصنيف ويبومتريكس
نظام ويبومتريكس Webometrics العالمي لتصنيف الجامعات يصدر عن المجلس العالي للبحث العلمي في إسبانيا بشكل نصف سنوي، ويعد من أكبر نظم تقييم الجامعات العالمية حيث يغطي أكثر من عشرين ألف جامعة.

يهدف هذا النظام بشكل أساسي إلى تحسين وجود مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي على شبكة الإنترنت، وتشجيع نشر المقالات العلمية المحكمة.
ويعتمد نظام ويبومتريكس على قياس أداء الجامعات من خلال مواقعها الإلكترونية وفق مجموعة من المعايير هي:

حجم الموقع (ويقصد به حجم مجموعة الصفحات المرتبطة آلياً في موقع واحد)، والملفات الخاصة بالوثائق والمعلومات النصية التي تنتمي لموقع الجامعة، والأبحاث المحكّمة والتقارير والرسائل والملخّصات في مختلف المواضيع العلمية والمنشورة إلكترونياً تحت نطاق موقع الجامعة، والروابط التي تقود الزائر إلى الموقع على الشبكة، وذلك عن طريق محركات البحث وظهور موقع الجامعة بهذه المحركات.

تدمير التعليم
حول هذا التراجع الذى تشهده جامعة القاهرة والتعليم المصرى عموما أكد عزب مصطفى عضو البرلمان السابق أن تراجع التعليم المصري لا يختلف عن باقي القطاعات الأخرى التي تشهد تراجعا ربما يصل في بعضها لحد الانهيار، مثل قطاعات الزراعة والصحة والصناعة، وهو نتيجة طبيعية لحالة الانهيار السياسي الذي تعيشه مصر منذ الانقلاب العسكري الذي قام به السيسي عام 2013.

وقال مصطفى فى تصريحات صحفية إن الانقلاب اتخذ عدة إجراءات أدت لتدمير التعليم من المنبع، من بينها التحفظ على مئات المدارس الخاصة المتميزة، ووضعها تحت إشراف حكومة الانقلاب، انتقاما من المعارضين للانقلاب العسكري، بالإضافة لاعتقال وتشريد وطرد آلاف المعلمين المتميزين للسبب ذاته.

وكشف أنه تعرض شخصيا لهذه الإجراءات، حيث تم التحفظ على المدرسة التي يمتلكها، وبعد أن كانت في مقدمة المدارس على مستوى محافظة الجيزة، لاعتمادها على نظم الجودة العالمية، تراجع مستواها في ظل إدارة حكومة الانقلاب، وهو ما ينطبق على غيرها من المدارس الخاصة، وتحول الجميع لمدارس حكومية فاشلة، وهو ما أثر بالسلب على مستوى الطلاب الذين انتقلوا من التعليم الأساسي للتعليم الجامعي.

وأشار مصطفى إلى أن نظام العسكر لن يعمل على نهضة التعليم ؛ لأنه يعلم جيدا أن الشعب المتعلم يهدد وجود الأنظمة المستبدة والفاسدة؛ ولذلك فهو يقوم بتخريب التعليم في مختلف مراحله، وعلى كل مستوياته، بدءا من المدارس ثم المناهج والمدرسين، وحتى على مستوى الطلاب أنفسهم.

ساحات للتجسس
وكشف محمد عطية خبير تربوى عن أحداث شهدها قطاع التعليم مؤخرا، جعلته خارج كل التصنيفات الدولية والإقليمية، من بينها فضيحة رئيس جامعة القاهرة خلال الاستفتاء على التعديلات الدستورية الانقلابية.

وقال عطية فى تصريحات صحفية إن جامعة القاهرة التي تعد الأكبر والأقدم في المنطقة العربية، قام رئيسها بتقديم رشاوى علنية للطلاب من أجل مشاركتهم بالاستفتاء، منها زيادة درجات الرأفة للطلاب الراسبين، ثم الفضيحة الأخرى في كلية طب بنها، حيث منحت الكلية درع التفوق والتميز للمطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم، الذي أضر الذوق العام بأغانيه المبتذلة.

وأكد أن التعليم المصري حكم عليه نظام الانقلاب العسكري بالإعدام، عندما وضعه تحت إشراف الأجهزة الأمنية، والمخابرات الحربية، وبدلا من أن تهتم الإدارات التعليمية بالأبحاث العلمية، اهتمت بملاحقة الأساتذة والطلاب المعارضين للانقلاب وتحولت الجامعات من محاريب للعلم إلى ساحات للتجسس وتصفية الحسابات.

معدلات الجودة
وقال الدكتور أيمن النجار أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر، إن السيسي توسع في إقامة المدن السكنية والمشروعات العقارية، من بينها ما أطلق عليه مدن الجيل الرابع، ورغم كل هذه المشروعات باهظة التكلفة، إلا أنها لا تضم جامعة جديدة، أو حتى مباني لجامعات قديمة.
وكشف أن موازنات التعليم تشهد تراجعا واضحا، مقابل زيادة الإنفاق في مجالات أخرى ليست بالأهمية ذاتها.

وأكد النجار فى تصريحات صجفية أن كثرة أزمات المنظومة التعليمية أدت لخروج التعليم بشقيه من معدلات الجودة والتنافسية، وهو ما سيكون له تأثير كبير على اعتماد الشهادات المصرية، بالدول الأخرى التي تطبق معايير الجودة العالمية.

وأشار إلى أن ذلك أدى بالفعل لتراجع الطلب في سوق العمل على خريجي الجامعات المصرية، والذين بات عليهم معادلة شهاداتهم بالبرامج الأخرى المعتمدة عالميا حتى يكون لهم وجود في سوق العمل الخارجي.