نشطاء يعيدون بث تهديدات الرئيس مرسي للاحتلال

- ‎فيأخبار

عقب إعلان قوات الاحتلال الاسرائيلية التجهيز والاستعداد لعملية برية في غزة، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطعا مسجلا للرئيس الشرعي محمد مرسي أثناء الاعتداءات التي وقعت عام 2012، وتهديده لقوات الاحتلال بأن "مصر ستظل بجوار غزة، ولن تصمت إزاء أي اعتداء يقع عليها".
وقال أحد رواد التواصل الاجتماعي: "بخصوص غزة اللي بتدك بقالها أسبوع وكلاب إسرائيل المزعومة لسة بيهددوا بالاستمرار ـ كان عندنا راجل اسمه مرسي طلع في آخر عدوان بعد صلاة جمعة قال: أوقفوا هذا العدوان الغاشم لأنكم لن تستطيعوا احتمال وقفتنا أبدا، فمصر اليوم ليس كمصر أمس فنفوسنا جميعا تتوق إلى المسجد الأقصى وبيت المقدس، وتاني يوم يا مؤمن العدوان وقف تماما".
وأشار آخر إلى أن سفر رئيس المخابرات المصري إلى إسرائيل لتأكيد التواصل أعقبه إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتجهيز والاستعداد لعملية برية في غزة، والذي أعاد لهم ذكرى إعلان الحرب على غزة في 2008 من القاهرة إبان حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك.
وقال مرسي في الفيديو المسجل المتداول: "أكرر تحذيري، وأكرر مرة أخرى للمعتدين، لن يكون لهم أبدا سلطان على أهل غزة، لن نترك غزة وحدها، نقول لهؤلاء باسم الشعب المصري كله إن مصر اليوم مختلفة تماما عن مصر الأمس، إن العرب اليوم مختلفون تماما عن العرب أمس، نقول للمعتدي إن هذه الدماء ستكون لعنة عليكم وستكون محركا لكل شعوب المنطقة ضدكم، نؤكد للجميع إن مصر بأهلها وقيادتها ندعو إلى سلام حقيقي، وليس سلام لطرف واحد، وهذا سلام مرفوض، أوقفوا هذه المهزلة، وإلا فغضبتنا لن تستطيعوا أبدا أن تقفوا أمامها، غضبة شعب وقيادة".
وعقد النشطاء مقارنة بين موقف الرئيس الشرعي محمد مرسي وقائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي, قائلين إن ماسبق كان موقف الرئيس مرسي أما في عهد السيسي، فقد أعلنت إسرائيل أن رئيس المخابرات المصرية زار تل أبيب قبل يوم واحد من بدء العدوان على غزة، وبعدها بساعات أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرب تنفيذ اجتياح بري للقطاع.
وأعاد الموقف المصري الأخير إلى الأذهان ما حدث قبل الحرب على غزة في عام 2008، حينما زارت وزيرة الخارجية الأسبق تسيبي ليفني مصر إبان حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك، وأعلنت من القاهرة بدء العدوان على القطاع.
وخلال الساعات القليلة الماضية، عادت مصر إلى سيرتها القديمة في التعاطي مع كل عدوان إسرائيلي على الفلسطينيين، حيث اكتفى السيسي بإجراء اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس تناولا فيه الوضع المتصاعد في الأراضي الفلسطينية في ضوء التصعيد الإسرائيلي الأخير، حسبما ذكرت الرئاسة في بيان لها مساء الثلاثاء.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن عباس قوله، إن السيسي أكد له حرص مصر على سلامة الشعب الفلسطيني في غزة، وتجنيب القطاع هذا الهجوم الخطير ووقف التصعيد من أجل التوصل لوقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن، مضيفا أن السيسي وعد باستمرار الجهود المصرية لتجنيب الشعب الفلسطيني ويلات هذا العدوان.

من جهتها، اكتفت الخارجية المصرية فى عهد الانقلاب بإصدار بيان روتيني يشبه عشرات البيانات التي كانت تصدر عن الوزارة منذ عقود، أكدت فيه أن مصر تتابع بقلق واهتمام شديدين تطور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية في ضوء الاعتداءات الأخيرة التي تشنها القوات الإسرائيلية على غزة.
وطالبت الخارجية إسرائيل بضرورة وقف كافة العمليات العسكرية، وأن تتحلى بأقصى درجات ضبط النفس لمنع الانزلاق إلى حلقة مفرغة من العنف تزيد الأمور اشتعالاً وتؤدي إلى إزهاق مزيد من الأرواح، كما دعت الجانبين إلى الالتزام باتفاق التهدئة الذي توصلا إليه عام 2012.
وكانت مصر قد أحكمت الحصار من جانبها – عقب الانقلاب مباشرة – على غزة ليكتمل حصار القطاع حيث تغلق إسرائيل من جانبها حدودها بالكامل مع غزة وتمنع مرور أي مساعدات.
وقامت قوات الأمن المصرية منذ يوليو 2013 بتدمير نحو 1500 نفق في المنطقة الحدودية بين غزة والأراضي المصرية، كما أنها أغلقت بشكل شبه كامل معبر رفح بين الجانبين، لتمنع عبور الأفراد والبضائع إلا في أوقات قليلة جدا.
وشنت الحكومة المصرية وذراعها الإعلامي حملة شعواء لمهاجمة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وبخاصة ضد حركة حماس باعتبارها منتمية لجماعة الإخوان المسلمين في مصر.
واتهمت حكومة الانقلاب في مصر حركة حماس بقتل الجنود المصريين في مدينة رفح عام 2012، بالإضافة إلى اتهامها بالوقوف وراء عدد من العمليات الإرهابية داخل مصر.
وأعلنت محكمة مصرية في شهر مارس الماضي حركة حماس منظمة إرهابية وأمرت بحظر أنشطتها في مصر وغلق مقراتها ومصادرة ممتلكاتها وأموالها في البلاد.
واستندت المحكمة إلى ارتباط حماس بعلاقات مع جماعة الإخوان المسلمين التي اعتبرتها الحكومة في وقت سابق هي الأخرى منظمة إرهابية.
وكشفت صحيفة إسرائيلية أن تل أبيب طلبت من القاهرة التدخل لدى حماس لإقناعها بالعودة إلى تفاهمات التهدئة التي تم التوصل إليها في أعقاب حرب "عمود السحاب" في نوفمبر 2012.
وقالت صحيفة "يسرائيل هيوم" الثلاثاء، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يخشى أن تشعل الحرب في غزة انتفاضة ثالثة في كل فلسطين، في أعقاب حرق الفتى الفلسطيني محمود أبو خضير حياً، بالإضافة إلى إمكانية تأثير هذه الحرب سلبا على استقرار الأوضاع في مصر والأردن حليفي الحكومة الإسرائيلية في المنطقة.