السلاح والدواء بين أردوغان المنتخب والسيسي المنقلب.. مقارنة فاضحة

- ‎فيتقارير

بعيدًا عن العواطف أو الانطلاق من أرضية المواقف السياسية، تتحدث الأرقام التي يصعب تكذيبها عن فوارق كبيرة بين الحالة المصرية التي باتت متردية على كافة الأصعدة، والاستقرار التركي والصعود في معدلات الإنتاج أو الاكتفاء الذاتي أو التطوير العسكري.

ففي الوقت الذي تبحث مصر عمّن يعيرها أو تشتري منه الأدوات الطبية والأدوية لمواجهة فيروس كورونا، سواء من الصين أو من أي دول العالم، تؤكد تركيا أنها تستجيب لمطالب أكثر من 150 دولة طلبت شراء مستلزمات طبية منها، كما قامت السبت الماضي برفع القيود عن تصدير المعدات الطبية، في إجراء يفترض أن يسهل بيع تجهيزات لدول غربية تواجه نقصًا.

وقامت وزارة التجارة برفع القيود المفروضة على بيع أجهزة التنفس الاصطناعي والمنتجات المعمقة مثل الإيثانول، إلى الخارج بموجب مرسوم نشر في الجريدة الرسمية.

وحتى الآن كان بيع هذه المعدات في الخارج إما أن يكون محظورا وإما أن يكون خاضعًا للحصول على أذونات من الحكومة التركية، والتي كانت تمنح بأعداد قليلة جدًا.

وقال مسئول في الرئاسة للصحافة الأجنبية، إن “هذه القيود وضعت بشكل مؤقت في مواجهة الوباء، وقرار السماح بالتصدير يعكس قدرة تركيا المتنامية على احتواء فيروس كورونا المستجد”.

ويشكل رفع هذه القيود فرصة للشركات التركية التي زادت من قدراتها الإنتاجية بشكل كبير منذ بداية الوباء، في وقت لا تزال فيه العديد من البلدان تواجه صعوبة في الحصول على المعدات الطبية.

وتم إشراك مختلف القطاعات في انتاج التجهيزات اللازمة، من صناعة النسيج القوية إلى الشركات المصنعة للطائرات بدون طيار العسكرية مرورا بالمدارس الثانوية المهنية.

وأنقرة التي تلعب ورقة دبلوماسية مع المساعدة الطبية منذ بدء الوباء، أرسلت السبت إلى الصومال طائرة عسكرية محملة بتجهيزات بحسب وزارة الدفاع.

تطور كبير

تركيا سابع دولة في العالم بين الأكثر تضررا من الوباء، وسجلت فيها 125 ألف إصابة وأكثر من 3300، وفاة بحسب آخر حصيلة رسمية نشرت السبت.

وعلى الرغم من ذلك، سجلت تركيا، خلال الساعات الـ24 الأخيرة، تسارعا لافتا في حالات الشفاء من فيروس “كورونا”، والتي تجاوزت الإصابات الجديدة بنسبة 280%.

وقال وزير الصحة التركي “فخر الدين قوجة”، في تغريدة له على “تويتر”، إنه تم تسجيل 1832 إصابة جديدة ليرتفع الإجمالي إلى 129 ألفا و491.

ووصل عدد المتعافين من الفيروس في تركيا إلى 73 ألفا و285 شخصا بعد تسجيل 5119 حالة شفاء جديدة خلال الـ24ساعة الماضية.

كورونا مصر

أما في مصر فتواصل إدارة المنقلب السيسي العبث بصحة المصريين، عبر تحميلهم مسئولية التوسع في أعداد المصابين.

وأرجعت حكومة السيسي زيادة أعداد المصابين بفيروس كورونا مؤخرا إلى عاملين: أولهما فترة التراكمات التي سبقت شهر رمضان، والثاني هو تراجع التزام المصريين بالإجراءات الاحترازية.

جاء ذلك حسبما أفاد المتحدث باسم مجلس الوزراء نادر سعد، خلال اتصال هاتفي ببرنامج “التاسعة”، الذي تبثه القناة الأولى المصرية.

وقال “سعد”: إن التزام المصريين تراجع بشكل واضح منذ بداية شهر رمضان، مقارنة مع بدايات الجائحة.

وتابع موضحا “دعنا لا ننكر أن حجم التزام المصريين في الشوارع قل بشكل ملموس عن فترة الأسابيع الثلاثة الأولى التي كان بها التزام.. كل ما الأرقام تزداد ندخل في دوامة بسبب حجم الأعداد التي خالطوا المصابين”.

وأشار “سعد” إلى أن عودة البلاد إلى الحياة الطبيعية يجب أن تكون تدريجية، قائلا: “عندما قلنا بعودة الحياة لطبيعتها تدريجيا قلنا بعودة منضبطة في ظل إجراءات احترازية وطبية”.

وهي حجج يسوقها العاجزون عن المواجهة الصائبة، حيث إن ما يهم السيسي هو عودة العمل وتحقيق رغبات رجال الأعمال بدون التزام بإجراءات احترازية، حيث لا توجد بالسوق المصرية كمامات ولا قفازات ولا وسائل حماية.

بل إن السيسي في ظل النقص الحاد للمستلزمات الطبية يقوم بإرسال شحنات مساعدات طبية للسودان وأمريكا والصين وإيطاليا، رغم الحاجة الماسة لها في السوق المصرية.

تصنيع طائرات مقاتلة بتركيا واستيراد غواصات بمصر؟

وضمن المقارنات الفارقة التي تكشف مدى الانهيار في مصر، إنتاج السلاح الذي تتوسع مصر في استيراده، من جميع أنحاء العالم، ودون الحرص على الأجيال المتطورة من الأسلحة، كما حصل مع طائرات الرافال من فرنسا والمسترال.

وكانت قد وصلت إلى ميناء الإسكندرية ثالث غواصة ألمانية ضمن صفقة موقعة بين القاهرة وبرلين عام 2014 تشمل 4 غواصات.

الغواصة من طراز “إس فور ثري”، الذي يتميز بمدى إبحار يصل إلى 20 ألف كم، وسرعة إبحار عالية، ولها القدرة على إطلاق التوربيدات والصواريخ.

ووفق الصفقة ذاتها، تسلمت مصر الغواصة الأولى في أبريل 2016، والثانية فى أغسطس 2017.

بينما تتضافر جهود الصناعات المحلية التركية لإنتاج مقاتلة وطنية جديدة، ضمن المشروع الذي تنفذه رئاسة الصناعات الدفاعية التابعة لرئاسة الجمهورية؛ بهدف إنتاج طائرة حربية من الجيل الخامس.

وفي تصريح للأناضول قال “أحمد حمدي أطالاي”، مدير عام شركة الصناعات الإلكترونية الجوية (هوالسان): إن مشروع المقاتلة المحلية الجديدة يمثل فخرا لتركيا.

وأوضح “أطالاي” أن هناك عدة دول تنتج مثل هذا النوع من الطائرات، وأن تركيا أيضا ستنضم لتلك الدول. والمقاتلة الجديدة يمكن اعتبارها “حاسوبا طائرا” كونها من الجيل الخامس.

ولفت إلى أن “البرمجة في نظام الطائرة مكونة من حوالي 20 مليون سطر، وتضم مئات البرمجيات التي تعمل معا، ولذلك يمكن اعتبار المقاتلة “حاسب آلي طائر”، وشركة هوالسان من اللاعبين الرئيسيين في المشروع”.

وتابع ” نفذنا مشروعات برمجة كثيرة في السابق.. كتبنا أكوادا مكونة من 10 ملايين سطر لنظامAdvent  الحربي، و15 مليون سطر لنظام المعلومات بالقوات الجوية”.

وأضاف “لدينا خبرة كبيرة في إنتاج البرمجيات ومواءمتها للعمل معا بكفاءة عالية.. كما أن قدراتنا في مجال محاكاة الطائرات ستحقق إسهامات مهمة في مشروع المقاتلة الوطنية، كوننا من الشركات الكبرى في العالم في قطاع محاكاة الطائرات”.

وأردف “أنتجنا نماذج محاكاة للعديد من الطائرات مثل إف-16 وطائرات التدريب، والمروحيات، إضافة إلى العديد من مركبات برية متنوعة”.

وتنتظر أنقرة أن تحل المقاتلة الجديدة التي تصنعها بدلا من مقاتلات “إف-16” الأمريكية تدريجيا ابتداء من عام 2030، وتسعى تركيا لتكون إحدى الدول المصنعة لطائرات الجيل الخامس.

ويتوقع أن تحل تركيا بعد الولايات المتحدة وروسيا والصين في قائمة الدول المالكة للبنية التحتية والتكنولوجيا اللازمة لإنتاج المقاتلات الحربية من الجيل الخامس.

إلى ذلك، أكملت شركة “أسيلسان” التركية للصناعات العسكرية الإلكترونية بنجاح، اختباراتها بخصوص نظام مراقبة بحرية يحمل اسم “الاخطبوط – عين البحر”.

وبحسب معلومات حصلت عليها الأناضول، فإن “أسيلسان” طورت نظام المراقبة الجديد، لتلبية احتياجات قيادة القوات البحرية لأنظمة مراقبة الكترونية.

كما أن نموذجين من النظام المذكور، استخدما في سفينتين من طراز “ميلغم3” و”ميلغم4″، بغية التجربة.

وبدأت “أسيلسان” بالعمل على تطوير النظام الجديد فعليا في عام 2015، بإمكاناتها المحلية، حيث تم تصميمه وتطويره بشكل مطابق للمعايير الدولية.

وعقب البدء بالإنتاج التسلسلي ستتمكن كافة السفن الحربية والسفن الأخرى، باستخدام نظام المراقبة الجديد.